تقارير وتحليلات

نشر في : 03-01-2025

تاريخ التعديل : 2025-01-03 16:26:34

آلاء عمارة

يُمثل النيتروجين عنصرًا مغذيًا ضروريًا في التربة. مع ذلك؛ فهو موجود بكميات محدودة. لكن هناك بعض أنواع النباتات، والتي يُطلق عليها "النباتات المثبتة للنيتروجين"، والتي يمكنها تعزيز إمدادات النيتروجين في التربة عبر علاقة تكافلية بينها وبين بكتيريا الدايازتروف المثبتة للنيتروجين من الغلاف الجوي.

وبذلك، يمكن لتلك النباتات دعم التربة بالمزيد من النيتروجين، وتوفير مساحة لنشاط الكائنات الحية الأخرى، ودعم الحياة البرية. كما أنّ النباتات المثبتة للنيتروجين تتميز بالجذور القوية، التي من شأنها تقوية التربة وتحسين بنيتها.

من جانب آخر، يُعد النيتروجين من العناصر الضرورية لتعزيز خصوبة التربة، وتوفيره يقلل الحاجة إلى الأسمدة الكيميائية، ما يساهم في تعزيز استدامة عملية الزراعة. هذا بدوره يقود للكثير من المنافع على صحة البيئة.

ذلك النظام الطبيعي يوفر العديد من الخدمات للنظام البيئي، على الرغم من ذلك؛ فهو مهدد بسبب الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية التي رفعت متوسط درجات الحرارة العالمية إلى نحو 1.1 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.

وفي هذا الصدد، قررت مجموعة بحثية دولية، دراسة مدى تأثر النباتات المثبتة للنيتروجين بالأنشطة البشرية، مثل استخدام الأسمدة والتلوث، ونشروا نتائجهم في دورية "ساينس أدفانسيس" (Science Advances) في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

فقدان

استخدم الباحثون عمليات إعادة مسح الغطاء النباتي لأرضية الغابات المعتدلة بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا على مدار عدة عقود. ووجدوا أنّ هناك سلالات مميزة من النباتات المثبتة للنيتروجين فُقدت خلال العقود الماضية. ويأتي هذا في المقام الأول نتيجة الأنشطة البشرية التي قللت من تنوع النباتات المثبتة للنيتروجين وأثرت على دورها في تثبيت النيتروجين الطبيعي.

ضرورة

يرى الباحثون أنّ الحفاظ على تلك النباتات ضرورة لا بد منها؛ خاصة وأنها تُشكل جزءًا أساسيًا من عملية طبيعية، ألا وهي تثبيت النيتروجين في التربة بصورة طبيعية، ما يحافظ على تنوع المجتمعات المختلفة في التربة من نباتات وكائنات حية أخرى مستفيدة، وإنّ عدم الاهتمام بتلك النباتات من شأنه أن يقود إلى عواقب وخيمة على نظم بيئية بأكملها؛ خاصة وأنها تلعب دورًا محوريًا في توفير عنصر غذائي هام للكائنات الحية.