قصص

نشر في : 03-01-2025

تاريخ التعديل : 2025-01-04 23:22:26

آلاء عمارة

هناك في القطب الشمالي، حيث الحرارة المنخفضة، تتأقلم الدببة القطبية في ذلك النظام البيئي الفريد، الذي يضم مجموعة مميزة من التنوع البيولوجي القادر على مواكبة الظروف المتطرفة في تلك المناطق من الأرض.

لكن مع تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي، وزيادة معدلات ذوبان الجليد، تتبدّل الظروف البيئية المحيطة بالدببة القطبية، ما يعطي مساحة لمسببات الأمراض للانتشار، وقد كشفت دراسة حديثة أجرتها مجموعة بحثية من الولايات المتحدة الأمريكية عن زيادة تعرض الدببة القطبية لمسببات الأمراض، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات الحاصلة في بيئتها. ونشروا دراستهم في دورية "بلوس" (PLOS) في 23 أكتوبر/تشرين الأول للعام 2024.

تغيرات

تتسبّب التغيرات الحاصلة في درجات الحرارة، وارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى ظهور أمراض جديدة، وهذا ما ركز الباحثون على استكشافه، وذلك عبر فحص عينات الدم في الماضي وبعد مرور فترات زمنية معينة، ومعرفة ما إذا كانت هناك أجسام مضادة في دم الدببة القطبية، فالأجسام المضادة مؤشر قوي على الإصابة بعدوى. بالفعل، فحصوا عينات الدم للدببة القطبية في بحر تشوكشي بين عامي 1987 إلى 1994، ثم فحصوا عينات أخرى للدببة القطبية بين عامي 2008 إلى 2017.

ماذا وجدوا؟

وجد الباحثون 5 أنواع جديدة من مسببات الأمراض في عينات الدم الأحدث، وتلك الأمراض هي: الطفيليات المسببة لمرض "المقوسات" (toxoplasmosis)، و"النيوسبوروز" (neosporosis)، والبكتيريا المسببة لحمى الأرنب، و"البروسيلا" (brucellosis)، و"مرض كف القدم الخشبية" (Canine distemper).

وتُعد هذه الزيادة في انتشار مسببات الأمراض من أسرع المعدلات التي مرت على الدببة القطبية، يعود هذا في المقام الأول إلى التغيرات البيئية نتيجة الاحتباس الحراري وما يترتب عليه من ارتفاع درجات الحرارة، خاصة أنّ الاحتباس الحراري في القطب الشمالي أكبر 4 مرات تقريبًا مقارنة بالمعدل العالمي. بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أنّ الإناث أكثر تعرضًا لمسببات الأمراض تلك مقارنة بالذكور.

تُعد الدببة القطبية من أهم الأنواع البيولوجية المميزة للقطب الشمالي، ويبذل المختصون جهودًا كبيرة للحفاظ عليها، لكن التغيرات في البيئة من حولها تُعرضها لمخاطرة كثيرة، وتزداد الحاجة إلى حمايتها، وبذل الجهود اللازمة للتخفيف من آثار الاحتباس الحراري.