هناك استراتيجيتان رئيسيتان يعمل العالم على تطويرهما لمواجهة أزمة المناخ، وهما: التكيف والتخفيف.
أما التكيف؛ فهو يعني تقبل الظروف الحالية والتعامل معها والبحث عن حلول فعّالة لمقاومتها. وعن التخفيف؛ فهو يُشير إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة، ويشجع جميع القطاعات على اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لخفض الانبعاثات. ومن ضمن أبرز القطاعات التي نادى الناشطون البيئيون بخفض انبعاثاته، هو قطاع إنتاج اللحوم والألبان، التي تُشكل ما يقرب من 14% من إجمالي الانبعاثات الدفيئة، أبرزها غاز الميثان، الذي تُعادل قوته الاحترارية ثاني أكسيد الكربون 80 مرة.
تحليل
خلص تحليل حديث أجرته مجموعة بحثية من جامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية إلى أنّ خفض كميات قليلة من إنتاجية اللحوم -المقدرة بنحو 13% من إجمالي الإنتاج- لدى الدول ذات الدخل المرتفع، من شأنها أن تُزيل نحو 125 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وهو ما يتجاوز انبعاثات الوقود الأحفوري 3 سنوات.
إعادة الغابات
إنتاجية أقل من لحوم الماشية تعني تقليص مساحة المراعي وإعادتها إلى طبيعتها التي كانت في السابق غابات، مما يساعد على استعادة تلك الأنظمة البيئية الغنية بالأشجار القادرة على التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. وهذا من شأنه أن يعود بفوائد مناخية عديدة.
لماذا الدول الغنية؟
يرشح الباحثون الدول الأعلى في الدخل ومتوسطة الدخل أيضًا لخفض إنتاجيتها من اللحوم؛ لأنها تمتلك العديد من المراعي التي لا ينمو فيها العشب بغزارة وينمو فقط في مواسم قصيرة. وتقع في مناطق مؤهلة إلى أن تكون غابات خصبة قادرة على عزل الكربون. أما في المناطق الأخرى مثل جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا وأمريكا الجنوبية؛ فتلك المناطق مؤهلة أكثر إلى أن تنمو فيها المراعي على مدار العام. وهذا يعني إنتاجية أعلى من الأعلاف للماشية.
يرى مؤلفو الدراسة أنّ تلك الاستراتيجية تمثل حلًا مربحًا لكل من المناخ والغذاء. من جانب آخر، يرى الباحثون أنّ استعادة أراضي الغابات التي تُستخدم اليوم مراعي للماشية، من شأنها تخزن نحو 445 غيغاطن من ثاني أكسيد الكربون بحلول نهاية هذا القرن.
مع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، تهدف الدول إلى تقديم استراتيجياتها المناخية الطموحة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، والتخفيف من آثار التغيرات المناخية، وتُعد استراتيجية خفض انبعاثات غازات الدفيئة من قطاع اللحوم حلًا مربحًا لجميع الأطراف، بحسب الباحثين.