إذا كانت هناك أي وسيلة قد تتمكّن بها البلدان من تجنب الكارثة الكوكبية بتعاظم التغير المناخي فإن هذه الطريقة لم تتضح حتى الآن.
لذا تحتاج الدول إلى تحديث تعهداتها بخفض انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي في العام المقبل، وتفصيل الخطوات التي ستتخذها على مدى العقد المقبل لتحقيق نتائج واضحة.
ذلك ما كشف عنه تقرير جديد للأمم المتحدة صدر أمس الخميس، يقول إن لا شيء أقل من "قفزة نوعية في الطموح" سيكون كافيا في هذا الوقت لتحقيق تقدم، حيث يسير العالم على الطريق لتجاوز جميع الأهداف للحد من الانحباس الحراري العالمي.
حديث تحفيزي
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، هذه هي الرسالة الأساسية التي تضمنها تقرير الأمم المتحدة عن فجوة الانبعاثات للأمم المتحدة لهذا العام -وهو تقييم سنوي نهائي لمسار الكوكب- الذي يحاول تقييم ارتفاع درجة حرارة الكوكب في المستقبل بالنظر إلى السياسات المعمول بها، والخطوات الإضافية التي ستكون ضرورية لتحقيق أهداف المناخ.
ويبدو تقرير هذا العام وكأنه حديث تحفيزي لقادة العالم وصناع السياسات الذين جعلوا المهمة الصعبة أكثر صعوبة من خلال السماح لانبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري بالاستمرار في الارتفاع، من خلال تحديد أهداف وطنية غير كافية حتى الآن، وعدم الوفاء حتى بتلك التعهدات.
وقالت آن أولهوف، رئيسة تحرير التقرير العلمي، إن "مرور عام آخر دون اتخاذ أي إجراء يعني أننا في وضع أسوأ".
وفي الوقت الحالي، فإن مجموع التعهدات الوطنية، حتى التي يعتمد بعضها على الحصول على تمويل خارجي، يضع الأرض على مسار الاحترار بنحو 2.6 درجة مئوية (4.7 درجة فهرنهايت) بحلول نهاية القرن.
وعندما أبرمت البلدان اتفاق باريس في عام 2015، وافقت على إبقاء الاحترار "أقل بكثير" من درجتين مئويتين، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعة، مع استهداف هدف أكثر طموحًا يبلغ 1.5 درجة مئوية.
زيادة الطموح
وقال التقرير إنه إذا التزمت البلدان أيضًا بجميع التعهدات غير الملزمة طويلة الأجل بالصافي الصفري بالإضافة إلى أهدافها الوطنية، فقد يتم الحد من الاحترار إلى 1.9 درجة مئوية. لكنهم حتى الآن لم يتخذوا الخطوات اللازمة لوضع هذه الأهداف في متناول اليد.
وفي مقدمة تقرير الانبعاثات، قالت إنجر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنه دون "زيادة هائلة في الطموح" في التعهدات الجديدة، "ستموت آمال تحقيق درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية في غضون بضع سنوات وستحل درجتان مئويتان محلها".
ويقول العديد من العلماء إن هدف 1.5 درجة مئوية، الذي يُنظر إليه على أنه معيار للحد من أشد عواقب الاحتباس الحراري قد ضاع بالفعل. ومع ذلك، فإن القدرة على الحد من الاحتباس الحراري حتى بعد ذلك الحد مهمة، حيث من المتوقع أن تصبح الكوارث أكثر شدة مع كل ارتفاع جزئي في درجات الحرارة.
وبحسب دائرة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، تجاوزت درجات الحرارة العالمية الشهرية مستويات ما قبل الصناعة بمقدار 1.5 درجة مئوية لمدة 14 شهرًا متتاليًا.
ومن المقرر أن يتم تقديم الجولة التالية من التعهدات، المعروفة في المصطلحات المناخية باسم NDCs (المساهمات المحددة وطنيا)، في أوائل العام المقبل، وهذه المرة ستعكس التدابير والأهداف لعام 2035.