تخرج العديد من التعهدات في COP29، ومن الممكن أن تُسهم في دعم المدن والمناطق الحضرية.
تُشير تقديرات البنك الدولي إلى أنه يعيش ما يقرب من 4.4 مليار إنسان في المدن، أي نحو 56% من إجمالي تعداد سكان العالم. مع ذلك، فهي من أكثر المناطق المعرضة لمخاطر الاحترار العالمي؛ إذ تُعاني العديد من المدن حول العالم من ظاهرة "الجزر الحرارية الحضرية"، التي تعني ارتفاع متوسط درجات الحرارة في المدينة نسبيًا مقارنة بالمناطق المحيطة بها. وهناك العديد من العوامل المساهمة في ذلك، منها: استخدام الإنسان لمواد في البناء تعكس كميات أقل من الحرارة وتمتص الكمية الأكبر، ما يتسبب بدوره في ارتفاع درجات الحرارة في المدن، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة المستمر.
حرارة مرتفعة
أشار "تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2024" إلى أنّ الأنشطة البشرية الحالية قد تتسبب بارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية بين 2.6 و3.1 درجة مئوية بحلول نهاية القرن الحالي. ومن ناحية أخرى، يُشير تقرير "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية" الصادر في أكتوبر/تشرين الأول 2024، إلى أنّ تركيزات غازات الدفيئة الثلاث الرئيسية: ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروز، آخذة في الارتفاع في الهواء الجوي. وهذا مؤشر على استمرار درجات الحرارة في الارتفاع، وهذا يعني أنّ المدن أو المناطق الحضرية عامةً ما زالت تواجه الخطر.
في COP29
يُخصص مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته التاسعة والعشرين (COP29)، والذي ينطلق في باكو عاصمة أذربيجان بين يومي 11 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، يومًا من أجل التحضر والسياحة والنقل.
وتخرج العديد من الإعلانات خلال أيام المؤتمر، والتي من شأنها أن تساهم بصورة ما في تحقيق الاستدامة للمدن والمناطق الحضرية؛ خاصة في ظل الحاجة الملحة للتكيف وبناء قدرات للمرونة في ظل التغيرات المناخية؛ بحسب تقرير "المدن العالمية"، الصادر عن الأمم المتحدة للعام 2024، والذي قدم بعض التوجيهات والسياسات الواضحة في هذا الصدد. كما يدعم التقرير أيضًا فكرة التحول المناخي العادل.
ومن ضمن الإعلانات والتعهدات التي من المنتظر خروجها في أثناء أيام المؤتمر، هناك "إعلان COP29 بشأن تقليل انبعاثات الميثان من النفايات العضوية"، الذي من شأنه أن يقلل من كميات غاز الميثان الذي يهدد ارتفاع درجات الحرارة؛ خاصة وأنه أحد أخطر الغازات الدفيئة، وأقوى في قوته الاحترارية عن ثاني أكسيد الكربون بـ 80 مرة.
من المنتظر أيضًا إطلاق "إعلان مسارات الإجراءات متعددة القطاعات لـCOP29 نحو مدن مرنة وصحية"، والذي يهدف إلى تعزيز مرونة المدن ودعم تمويل المناخ الحضري؛ باعتباره مؤتمر الأطراف المالي، كما يُطلق عليه، فالمطالبة بتمويل تعزيز مرونة المدن فرصة جيدة.
هناك أيضًا "تعهّد COP29 بشأن مناطق وممرات الطاقة الخضراء"، والذي من شأنه أن يساهم في تعزيز البنية التحتية لتعزيز ممرات الطاقة الخضراء، خاصة مع ازدياد حاجة سكان المدن يومًا بعد يوم إلى الطاقة من أجل الاستهلاك اليومي والأعمال الأخرى، ودعم تعهد مثل ذلك يساهم في تعزيز الانتقال نحو الطاقة النظيفة.
من المقرر أيضًا خروج "إعلان COP29 بشأن تعزيز العمل في السياحة"، وهذه هي المرة الأولى التي يستضيف فيها مؤتمر الأطراف لتغير المناخ يومًا للسياحة؛ إلا أنّ إضافة هذا اليوم إلى الأجندة من شأنه أن يرفع الوعي بتأثير قطاع السياحة على المناخ وتأثرها به، ويساهم في تقديم حلول فعّالة لخفض انبعاثاتها وجعل قطاع السياحة أكثر استدامة، وهذا مفيد للمدن حول العالم؛ فهناك العديد من المدن الأثرية التي تستقبل ملايين الزوار سنويًا.
يأتي COP29 بأهداف، تساهم في نشر الوعي حول استدامة المدن وأهمية ذلك من أجل حياة وصحة البشر؛ ولأن البشر ينتقلون تدريجيًا إلى المدن ويزداد الضغط عليها، من الضروري اتخاذ إجراءات حاسمة.