قصص

نشر في : 04-12-2024

تاريخ التعديل : 2024-12-04 23:24:36

آلاء عمارة

تقع الغابات المطيرة المعتدلة في مناطق محدودة من العالم، مثل بعض الأجزاء من أوروبا الغربية وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية. وهي بذلك تُعد من أنواع الغابات النادرة؛ نظرًا إلى انتشارها المحدود، ما يجعلها محط أنظار العلماء والباحثين الذين يسعون للحفاظ عليها ودراستها جيدًا لتعزيز فهمهم عنها.

وفي هذا الصدد، قررت مجموعة بحثية من جامعة ليدز، دراسة مدى تأثر الغابات المطيرة المعتدلة بالتغيرات المناخية، ووجدوا أنّ 23% الغابات المطيرة المعتدلة حول العالم قد تُصبح ضحية للتغيرات المناخية بحلول عام 2100. ونشروا دراستهم في دورية "إيرثس فيوتشر" (Earths Future) في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

تقييم

استخدم الباحثون مجموعة من خرائط الأشجار وبيانات المناخ لتقييم تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة على النظم البيئية للغابات المطيرة المعتدلة، ووضع تقدير دقيق لمقدار الغابات المطيرة المعتدلة في العالمي التي تأثرت بالأنشطة البشرية والتغيرات المناخية.

ماذا وجدوا؟

وجد العلماء أنه قد يتم فقد نحو 23% من تلك الغابات، وفي ظل السيناريوهات الأكثر خطرًا فقد تضيع 68% من الغابات المطيرة المعتدلة، وفي بعض المناطق قد نفقد 90% خلال العقود القليلة المقبلة. مع ذلك، يرى مؤلفو الدراسة أنّ اتخاذ التدابير اللازمة لخفض الانبعاثات الدفيئة من شأنه أن يقلل تلك الخسائر في الغابات إلى 9%.

لماذا الغابات المطيرة المعتدلة؟

تُشكل الغابات المطيرة المعتدلة أهمية كبيرة، على الرغم من أنها تنتشر على مساحة صغيرة من سطح الأرض، إلا أنها تتمتع بأهمية بيئية عالمية؛ نظرًا إلى خصائصها المميزة، فهي قادرة على تخزين كميات هائلة من الكربون، ما يساهم في مكافحة التغيرات المناخية، كما أنها تتمتع بتنوع بيولوجي ثري وفريد من نوعه. علاوة على ذلك؛ فهي غنية بأنواع الأشجار النادرة مثل الصنوبريات والنباتات عريضة الأوراق. بالإضافة إلى الفوائد الأخرى التي يجنيها الإنسان من تلك الغابات المتمثلة في المواد والأخشاب، ما يجعل الحفاظ عليها ضرورة ملحة.

تتمتع الغابات المطيرة المعتدلة بنظم بيئية فريدة، كما أنها تتمتع بخصائص تجعلها أكثر قدرة على تنقية الهواء، ما يساهم في حفظ التوازن في ظل انتشار التلوث حول العالم. لذلك من الضروري الحفاظ عليها وحمايتها ضد أي تغير يطرأ عليها، وأخذها بعين الاعتبار في العمل المناخي.