قصص

نشر في : 27-12-2024

تاريخ التعديل : 2024-12-28 01:19:37

آلاء عمارة

التغيرات المناخية تعد تهديدًا غامضًا ومستمرًا يتسلل إلى أعماق المحيطات والبحار حول العالم.. فهل وصلت الأمور إلى حد الكارثة؟

تتجلى آثار التغيرات المناخية على الحياة فوق سطح الأرض، لكن ما زالت هناك العديد من علامات الاستفهام حول حال الحياة تحت سطح الماء في ظل الاحتباس الحراري؛ خاصة أنّ البيئة البحرية تتمتع بالعديد من أشكال التنوع البيولوجي، وما زالت هناك الكثير من المناطق التي لم تُكتشف بعد. مع ذلك، يسعى العلماء جاهدين لاستكشاف تلك الأعماق السحيقة، ودراسة التغيرات التي تنالها بفعل التغيرات المناخية.

تحديات

يجد العلماء صعوبة كبيرة في رصد التغيرات الطارئة على النظم البيئية نتيجة التغيرات المناخية؛ لأنّ عادةً ما تُلقي الدراسات الضوء على التغيرات قصيرة المدى على المجتمعات البيولوجية البحرية، وبالتالي يصعب الحصول على معلومات للمحركات البيئية طويلة الأجل، التي تسهم في تشكيل النظم البيئية في أعماق البحار.

هذا حفّز مجموعة بحثية دولية للبحث في السجلات الأحفورية والعودة بالزمن لنحو 500 ألف سنة؛ لإجراء دراسة تُلقي الضوء على كيفية تطور النظم البيئية لأعماق البحار في المحيط الجنوبي، وكيف أثرت التغيرات الحاصلة في درجات الحرارة ومدخلات الغذاء على تشكيل تلك الأنظمة. ونُشرت الدراسة في دورية "كارنت بيولوجي" (Current Biology) في 19 ديسمبر/كانون الأول 2024.

للوراء

استخدم الباحثون أحافير مستخرجة من نوى الرواسب التي تمتد إلى 500 ألف سنة مضت، ما يساعدهم في فهم التغيرات طويلة المدى في ظل التغيرات في درجات الحرارة التي مرت على الأرض خلال تلك السنوات. من جانب آخر، معرفة مدى تأثير التغيرات في مدخلات الغذاء على البيئة البحرية العميقة.

ركز الباحثون على هذين العاملين تحديدًا؛ لأنّ التغيرات الحاصلة في درجات الحرارة بالأعماق تكون طفيفة مقارنة بالسطح المعرض للحرارة بصورة مباشرة. وهذا يعني أنّ الكائنات الحية التي تسكن الأعماق أكثر حساسية للتغيرات في درجات الحرارة. أما بخصوص مدخلات الغذاء؛ فعادةً تتلقى الكائنات الحية في الأعماق غذاءها عبر البقايا العضوية للعوالق الميتة، التي تهبط إلى الأعماق. ولأنّ مصدر تلك المواد العضوية يكون عند السطح الذي يتأثر بالارتفاع والتغير المستمر في درجات الحرارة؛ فإنّ النتيجة هي حدوث تغيرات في مدخلات الغذاء للأنظمة البحرية في الأعماق.

خلص الباحثون إلى أنّ الاحترار العالمي الناتج عن الأنشطة البشرية قد يُضعف الدورة العالمية للمياه العميقة التي تبدأ من المحيط الأطلسي وتمر على المحيط الجنوبي ومنه إلى المحيط الهادئ. هذا بدوره يؤثر سلبًا في درجات الحرارة ومدخلات الغذاء في الأعماق، ما يتسبب في تضاؤل التنوع البيولوجي في أعماق البحار بالمحيط الجنوبي.