ناقش قادة الطاقة والمناخ بالعالم الإجراءات اللازمة لتحقيق أهداف الطاقة المتفق عليها في مؤتمر COP28 من أجل الحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية.
استضاف مقر وكالة الطاقة الدولية في باريس، 20 فبراير/شباط، مائدة مستديرة رفيعة المستوى، في حضور الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، الذى ألقى كلمة الحدث الرئيسة.
كان على رأس الحضور، فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، وجون كيري، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ، وسيلون هارت، المستشار الخاص للأمم المتحدة للأمين العام المعني بالعمل المناخي والانتقال العادل.
بالإضافة إلى يالتشين رافييف، كبير المفاوضين الأذربيجانيين في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، وجنيفر مورغان، المبعوث الألماني الخاص للعمل المناخي الدولي، ولوران فابيوس، رئيس مؤتمر الأطراف COP21.
انضم إلى القادة أكثر من 50 سفيرا من دول أفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية، بالإضافة إلى قادة الفكر الدوليين والمديرين التنفيذيين في صناعة الطاقة.
ركزت الجلسة، التي حملت عنوان "ما بعد COP28: الاتحاد والعمل والإنجاز وتنفيذ اتفاق الإمارات"، على كيفية تحقيق مخرجات قمة دبي التاريخية، والتي تعتبر ضرورية لتحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من متوسط الارتفاع في درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية.
في ديسمبر/كانون الأول، توصلت ما يقرب من 200 دولة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) إلى اتفاق رئيس بشأن الطاقة والمناخ، والذي يشار إليه باسم "إجماع الإمارات العربية المتحدة".
حدد إجماع الإمارات أهدافا عالمية جديدة لعام 2030 تتمثل في تسريع التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري، وزيادة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة التقدم في كفاءة استخدام الطاقة، والحد بشكل كبير من انبعاثات غاز الميثان.
قرار تاريخي
قال فاتح بيرول في كلمته إن الإجماع الذي توصل إليه العالم في دبي مهم للغاية بالنسبة للتحول العالمي للطاقة النظيفة. مؤكدا أن الإجماع يحدد اتجاه قطاع الطاقة العالمي بشكل واضح للغاية للمرة الأولى من خلال الدعوة إلى انتقال عادل ومنظم ومنصف بعيدا عن الوقود الأحفوري، مع تسريع العمل في هذا العقد.
أضاف: "هذا قرار تاريخي. ولكنه يتطلب أيضا الكثير من العمل الشاق في التنفيذ والتحليل المستمر والمتواصل للتقدم المحرز ووسائل تحقيق هذه الأهداف".
تابع: "الوكالة الدولية للطاقة مستعدة لقيادة هذه الجهود، والعمل في شراكة مع البلدان في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى الرئاسات الحالية والمستقبلية لمؤتمر الأطراف، لتحويل الرؤية إلى واقع ملموس".
في كلمته، أوضح الدكتور سلطان بن أحمد الجابر أن "اتفاق الإمارات" التاريخي ساهم في رفع سقف التوقعات ووضع مسار واضح لتحقيق الهدف الأساسي للعمل المناخي، حيث يتضمن مجموعة من التدابير الهادفة للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز ارتفاع حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، وأن تنفيذه يتطلب قيام كافة الأطراف والجهات المعنية في مختلف أنحاء العالم بإجراءات شاملة غير مسبوقة.
قال إن COP28 نجح في مفاجأة المشكِّكين وإلهام المتفائلين، وتغليب التكاتف على الاستقطاب ونهج احتواء الجميع على تبادل الاتهامات، كما أثبت أن روح الشراكة والتعاون قادرة على فتحِ آفاق جديدة لخير البشرية، مؤكدا ضرورة الحفاظ على هذه الذهنية، والبناء على الزخم الذي تحقق في COP28، حيث حدد الاتفاق توجها جديدا واضحا لتصحيح مسار العمل المناخي من خلال توافقٍ غير مسبوق، يجب تحويله إلى إنجازٍ غير مسبوق من خلال تكاتف جميع المعنيين وتكثيف جهودهم.
أضاف: "أريد أن أحافظ على هذه الروح حية، وأن أبني على الزخم والقوة التي تحققت في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي. وكما قلت بعد المطرقة الأخيرة في دبي: نحن ما نفعله، ولسنا ما نقوله".
قال يالتشين رافييف، كبير مفاوضي أذربيجان في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين ونائب وزير الخارجية: "في ظل رئاستنا لمؤتمر COP29 نتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع وكالة الطاقة الدولية، التي لعبت دورًا فعالًا في وضع القواعد والمعايير العالمية المتعلقة بالطاقة.
أضاف: "في COP29، ستواصل الوكالة دورها الحيوي في هذه العملية، عن طريق تتبع التزاماتنا ونتائجنا ودعم الأطراف بالأبحاث الحيوية والعمل السياسي".
إجراءات مهمة
حدد المشاركون في الحدث عدداً من الإجراءات الرئيسية التي يجب اتخاذها في العام المقبل، من تأمين المزيد من التمويل للتحول إلى الطاقة النظيفة، وخاصة في الاقتصادات الناشئة والنامية، إلى تعزيز الجولة التالية من المساهمات المحددة وطنياً (NDCs) التي تقدمها البلدان بموجب اتفاق باريس.
تعرف المساهمة المحددة وطنيًا بأنها خطة العمل المناخي لكل دولة، من أجل خفض الانبعاثات والتكيف مع تأثيرات تغير المناخ.
يلزم اتفاق باريس الأطراف المصدقة على المعاهدة الدولية بوضع مساهمة محددة وطنيًا وتحديثها كل 5 سنوات.
تبدأ البلدان الآن عملية تحديد أهدافها المناخية التي تستمر حتى عام 2035، وستكون حاسمة في تحديد وتيرة انخفاض انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.
تعهد بيرول بالعمل بشكل وثيق مع رئاسة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، وكذلك مع أذربيجان والبرازيل، اللتين ستستضيفان مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين ومؤتمر الأطراف الثلاثين.
أشار بيرول إلى العديد من الإجراءات التي ستتخذها وكالة الطاقة الدولية للمساعدة في قيادة تنفيذ اتفاقية COP28 التاريخية، ويشمل ذلك التتبع والإبلاغ عن التزامات إجماع الإمارات بالتعاون مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ودعم البلدان أثناء قيامها بتطوير الجولة التالية من المساهمات المحددة وطنيا، والمساعدة في تطوير الحلول لتوفير المزيد من التمويل للتحولات في مجال الطاقة النظيفة، لا سيما في الاقتصادات الناشئة والنامية.
أعلن بيرول أيضًا أن وكالة الطاقة الدولية ستطلق سلسلة موائد مستديرة جديدة بالشراكة مع رئاسة COP29، ستوفر مكانًا مهمًا للبلدان لتبادل التجارب والخبرات أثناء تعاملها مع تعقيدات تطوير المساهمات المحددة وطنيًا الجديدة وخطط التحول، وتحديد الأولويات قبل انعقاد القمة المقبلة في نوفمبر/ تشرين الثاني.