قصص

نشر في : 01-01-2025

تاريخ التعديل : 2025-01-02 01:40:12

آلاء عمارة

تُظهر أقدم حفرية عُثر عليها للشعاب المرجانية أنها عاشت على الأرض منذ ما يقرب من 400 مليون سنة مضت، ما يجعلها من أقدم الأنواع الحية التي واكبت العديد من التغيرات في بيئة الأرض.

واستطاعت تلك الشعاب التكيّف مع تلك التغيرات، وبقيت صامدة حتى العصر الحديث، حيث يعيش الإنسان، الذي قادت أنشطته البشرية إلى أزمة المناخ، وبناءً عليها، ارتفع متوسط درجات حرارة الأرض، وصرنا نعيش في عصر الاحتباس الحراري.

ابيضاض الشعاب المرجانية

وقد استجابت الكثير من الشعاب المرجانية حول العالم للاحتباس الحراري، ويتجلى ذلك في ظاهرة الابيضاض، وهي تحدث عندما تكون المياه دافئة؛ فتُصاب الشعاب المرجانية بالإجهاد الحراري، وفيها تطرد الشعاب المرجانية الطحالب التي تتعايش معها في علاقة تكافلية وتُسمى طحالب "زوزانتلي" (zooxanthellae)، وهي التي تُعطي للشعاب المرجانية ألوانها الزاهية الجذابة، وعندما تنفصل هذه الطحالب عن الشعاب المرجانية، تبقى الأخيرة بيضاء وتتعرض للموت. وخلال آخر 30 عامًا، تسببت ظاهرة الابيضاض في خسارة نحو 19% من مساحة  الشعاب المرجانية حول العالم. وقد شهد عام 2024 رابع أكبر حدث لابيضاض الشعاب المرجانية، ما يدق ناقوس الخطر.

مصايد الأسماك

تُعد الشعاب المرجانية من أهم الأنظمة الداعمة لمصايد الأسماك حول العالم؛ إذ توفر لها الغذاء والمأوى ومناطق للتكاثر. من جانب آخر، تحصل الشعاب المرجانية على فوائد من مصايد الأسماك، تتجلى في توفير الأسماك بعض عناصر الغذاء للشعاب المرجانية. لذلك، كان من الضروري النظر في تبعات ابيضاض الشعاب المرجانية بسبب الاحتباس الحراري على مصايد الأسماك. الأمر الذي اهتمت به مجموعة بحثية من "معهد وودز هول لعلوم المحيطات" بالولايات المتحدة الأمريكية. ووجدوا أنّ مصايد الأسماك تتأثر سلبًا تزامنًا مع ابيضاض الشعاب المرجانية، ونشروا نتائجهم في دورية "مارين ريسورس إيكونوميكس" (Marine Resource Economics) في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

فقدان

حلل الباحثون بيانات لنحو 9 مصايد أسماك تعتمد على الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا بين عامي 2016 إلى 2020، علمًا بأنّ الحاجز المرجاني العظيم، يضم نحو 400 نوع من المرجان، ونحو 4000 نوع من الرخويات، إضافة إلى 1500 نوع من الأسماك. وهو بذلك تراث بيولوجي فريد، لكنه معرض لظاهرة الابيضاض، وبالفعل في عام 2024، شهد الحاجز المرجاني العظيم أسوأ حدث ابيضاض في تاريخه.

ووجد الباحثون أنّ فقدان الشعاب المرجانية يتسبب في انخفاض أعداد الأسماك التي تعتمد على أنظمة الشعاب، مثل: أسماك السلمون المرقط وأسماك الفراشة وسمك الهامور.

وأشارت النتائج إلى أنه إذا تناقصت الشعاب المرجانية بالحاجز المرجاني العظيم من 30% إلى 25%؛ فقد يتسبب ذلك في انخفاض العائد من أسماك السلمون المرقط بنسبة 8%، في حين ستنخفض نسبة أسماك الهامور بنسبة 19%. أما في حال تقلص الغطاء المرجاني من 10% إلى 5%؛ فقد ينخفض عائد أسماك السلمون المرقط بنسبة 27%، كما ينخفض سمك الهامور بنسبة 56%.

يرى الباحثون أنّ استعادة الشعاب المرجانية يجب أن تكون أولوية، فتلك الأنظمة تدعم نحو 25% من الحياة البحرية. كما أنها مصدر قوي للدخل عبر قطاع السياحة.