للتعليم مفعول ساحر لحل أزمة المناخ، ويهتم به COP29.
عادةً تكون مؤتمرات الأطراف المعنية بتغير المناخ فرصة رائعة لنشر الوعي المناخي في الدولة المستضيفة للمؤتمر. وتجلى ذلك في رفع مستوى وعي المواطنين في الشارع العربي خاصة في مصر والإمارات العربية المتحدة خلال العامين الماضيين؛ لاستضافتهما لـ COP27، وCOP28 على التوالي. وتنتقل الكرة هذا العام في COP29 إلى أذربيجان بين يومي 11 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024. والتي تهتم أجندتها بوضع التعليم تحت المجهر، بالفعل هناك يوم مخصص للتعليم، وهو يوم 18 نوفمبر.
لماذا التعليم المناخي ضرورة؟
هناك العديد من الأسباب التي تجعل التعليم المناخي مهمًا، لعل أبرزها:
1- تطوير مهارات المواطنين
تهتم العديد من الدول بدعم أنظمتها بالتعليم المناخي، ما يؤهل كوادر مستقبلية لديها فهم أعمق لأزمة المناخ، يمكنها إيجاد حلول فعّالة ومناسبة للتكيف مع تلك الأزمة التي تهدد العالم أجمع، وكما نعلم، إنّ كل مجتمع لديه سماته الخاصة. لذلك قد تعمل حلول بعينها في مجتمع بينما لا تعمل في مجتمع آخر، ما يؤكد حاجة كل مجتمع أن يؤهل سكانه ويدعمهم بالتعليم المناخي لإيجاد الحلول الخاصة المناسبة للتعامل مع تلك الأزمة، وتحقيق النمو الأخضر المطلوب، ما يساهم في دعم اقتصاد البلاد. لذلك من الضروري تخصيص ميزانيات مناسبة لإتاحة الفرصة أمام الشباب للتعليم المناخي كجزء من خططها للتكيف؛ فهذا نوع من أنواع الاستثمار في العمل المناخي أيضًا.
2- التثقيف المناخي
يساهم التعليم المناخي في نشر الوعي بالقضايا البيئية بين أفراد الشعب؛ فيزداد إدراكهم ووعيهم ويجدون تفسيرات منطقية للتغيرات الحاصلة حولهم، ما يجعلهم أكثر قدرة على الصمود، ويكونون على دراية بالخطر المحدق، ويتخذون الإجراءات اللازمة للتعامل معه ومواجهته وتصميم حلولًا ملائمة للتكيف مع التغيرات المناخية في بلادهم.
3- خلق فرص عمل جديدة
ربما تأتي الفرص من رحم الأزمات؛ ولا يدرك تلك الفرص إلا إنسان واعٍ متعلم، يمكنه إدراك التغيرات المناخية من حوله وتصميم مشاريع خضراء للتكيف معها، ما يخلق فرص عمل جديدة في المجتمع، ويساهم في تطوير مهارات المواطنين، وجعلهم أكثر قدرة على النمو باقتصادات بلادهم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي يأمل العالم تحقيقها بحلول 2030.
4- خطوط الدفاع الأمامية
إنّ توفير التعليم المناخي من شأنه أن يدعم باحثين واعدين يمكنهم تطوير طرق تكيفنا مع التغيرات المناخية والتنبؤ بالعواقب المستقبلية والاستعداد لمواجهتها. لذلك يُعد الاستثمار في الأدمغة وتأهيلها أحد الأسلحة التي يستخدمها البشر في خطوط الدفاع الأمامية للتصدي لأزمة التغيرات المناخية.
يهتم COP29 -بصورة خاصة- بالتعليم، ويسعى لدمجه في العمل المناخي كجزء من حل مشكلات التغيرات المناخية التي تسعى جميع الأطراف لإيجاد حلول فعّالة لها منذ زمن؛ فعند النظر إلى قارة مثل أفريقيا التي يصل عدد سكانها تحت سن 25 عامًا إلى 60% تقريبًا؛ وكثير منهم لا تتوفر لديهم التعليم الجيد، بل إنّ هناك ملايين في أفريقيا ما زالت مشكلاتهم تتمحور حول إيجاد الغذاء. ماذا إذا حصلت تلك الدول على تمويل مخصص للتعليم؟ بالطبع قارة غنية مثل هذه بعناصر تعليمية قوية، يمكنها إحداث قفزة اقتصادية عالمية هائلة.