قصص

نشر في : 27-10-2024

تاريخ التعديل : 2024-11-11 10:24:15

آلاء عمارة

حظي ملف الغذاء باهتمام خاص في COP28، ويعود الاهتمام به مرة أخرى في COP29.

وفقًا لـ"التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية" (GRFC) للعام 2024؛ فهناك نحو 282 مليون شخص يعانون من مستويات مرتفعة من الجوع الحاد عام 2023. وتتفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي مع التغيرات المناخية، ما يجعل ملف الغذاء على طاولة مفاوضات المناخ، وتهتم به العديد من مؤتمرات الأطراف المعنية بتغير المناخ؛ نظرًا إلى أهميته ودوره المحوري في الحفاظ على أمن البشرية. 

بين التغيرات المناخية وانعدام الأمن الغذائي

تتجلى آثار التغيرات المناخية على غذاء الإنسان في عدة صور، لعل أبرزها: 

1- الإنتاجية الزراعية 

يعاني قطاع الزراعة بصفة عامة من تأثيرات التغيرات المناخية؛ بسبب أنماط الطقس المتطرفة والمتغيرة، المتمثلة في تغيرات أنماط هطول الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي إلى زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى نمو النباتات في وقت مبكر عن وقتها المحدد، وقد تتسبب الحرارة المرتفعة والجفاف إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية. من جانب آخر، تتأثر الماشية بسبب الإجهاد الحراري، ما يؤدي إلى خسائر في الثروة الحيوانية أيضًا. 

2- تدهور التربة وندرة المياه 

تؤثر الحرارة المرتفعة في أنماط هطول الأمطار، ما يؤدي إلى تدهور التربة، الأمر الذي يقلل من قدرة الأرض الزراعية على تدعيم النباتات بالعناصر الغذائية الضرورية. من جانب آخر، تُسهم الحرارة المرتفعة في زيادة معدلات التبخر، ما يؤثر سلبًا في ممارسات الري. كل هذا يأتي سلبًا في النهاية على الإنتاجية الزراعية. 

3- تعطيل سلاسل التوريد 

تتسبّب الظواهر الطقسية المتطرفة المرافقة للتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة في ضعف البنية التحتية ومشكلات في النقل، مما يؤثر سلبًا في سلاسل التوريد، ما يؤدي إلى نقص الموارد الغذائية في مناطق معينة، وقد تتلف المواد الغذائية قبل وصولها إلى المستفيدين.

مفاوضات المناخ 

في أثناء مفاوضات مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دروته الثامنة والعشرين (COP28) في إكسبو دبي عام 2023، خرج "إعلان الإمارات العربية المتحدة بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية القادرة على الصمود والعمل المناخي"، الذي أكد نصه ضرورة دعم الزراعة وأنظمة الغذاء للتكيف مع التغيرات المناخية وتقديم الدعم المالي للمزراعين والعاملين في قطاع الغذاء. إضافة إلى ضرورة دعم النساء والشباب العاملين في هذا المجال. وأكد نص الإعلان أهمية تسريع عملية دمج الزراعة والأمن الغذائي في أجندات العمل المناخي، ومراجعة التقدم الجماعي في الأهداف التي وضعها الإعلان خلال COP29. بالفعل وقع على الإعلان نحو 160 دولة من الأطراف. 

في COP29 

ينطلق COP29 بين يومي 11 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 في باكو عاصمة أذربيجان، ومن المقرر أن تراجع رئاسة المؤتمر التقدم الذي صار خلال هذه السنة بين COP28 وCOP29، بحسب "إعلان الإمارات العربية المتحدة بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية القادرة على الصمود والعمل المناخي"، وتوفير مساحة لتعزيز الجهود الدولية لدعم الأمن الغذائي العالمي، باعتباره ركيزة مهمة لحياة البشر على سطح الأرض. 

ويخصص COP29 على أجندته أيضًا يوم 19 نوفمبر من أجل الغذاء والزراعة والماء، ومن المقرر أن تنطلق مبادرة خلال ذلك اليوم، وهي "مبادرة هارمونيا للمناخ للمزراعين"، وهي مشروع مشترك بين رئاسة COP29 ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) التي من المقرر أن تدعم العاملين في قطاع الزراعة، الذي يعد إحدى أهم ركائز الأمن الغذائي. 

بالإضافة إلى هذا، تسعى الدول الأطراف إلى تعزيز هدف التمويل الجماعي الكمي، الذي من المنتظر أن يحل محل هدف 100 مليار دولار للتمويل المناخي، خلال COP29، لذلك يُسمى "مؤتمر الأطراف المالي". بالطبع يحتاج قطاع الغذاء إلى تمويل مالي أيضًا، وهو ما يسعى إليه المفاوضون خلال COP29.