باعتباره نقطة فارقة في تاريخ مفاوضات المناخ، جاء اتفاق باريس بأهداف مناخية طموحة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة؛ لمنع تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات عصر ما قبل الصناعة.
ومن ضمن إجراءات تخفيف وخفض الانبعاثات الدفيئة، خطة وطنية للعمل المناخي، يُطلق عليها "المساهمات المحددة وطنيًا" (NDCs)، وهي عبارة عن خطة عمل مناخية تُقدمها الأطراف الموقعة على اتفاق باريس مرة كل 5 سنوات؛ بحيث تكون كل الطموح المناخية لكل جولة أقوى من الجولة قبلها، وتُوضح الأطراف في مساهماتها المحددة وطنيًا جهودها والتزاماتها لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة.
جولات
بما أنّ اتفاق باريس خرج من مفاوضات مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الحادية والعشرين (COP21) في العاصمة الفرنسية باريس عام 2015، ودخل حيز التنفيذ عام 2016؛ فقد كانت الجولة الأولى لتسلم الأطراف مساهماتها المحددة وطنيًا بين عامي 2020 و2021. من المقرر أن تكون الجولة الثانية لتسليم المساهمات المحددة وطنيًا في فبراير/شباط 2025؛ أي بعد COP29 الذي ينطلق في أذربيجان بين يومي 11 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وقبل COP30، المقرر انعقاده في البرازيل نهاية 2025.
في COP29
وعلى الرغم من أنّ مراجعة المساهمات المحددة وطنيًا مسؤولية تقع على عاتق رئاسة COP30؛ إلا أنّ رئاسة COP29، تلعب دورًا محوريًا في تعزيز ودعم الطموح المتعلقة بالمساهمات المحددة وطنيًا للأطراف، ودفع عجلة العمل المناخي لتُقدم الأطراف مساهمات أكثر طموحًا ونفعًا للعمل المناخي؛ ولتحقيق أهداف اتفاق باريس التاريخي، مسترشدين بتوصيات مؤتمرات الأطراف.
ومن ضمن الآليات الأساسية التي من خلالها يمكن تعزيز المساهمات المحددة وطنيًا في COP29، ما يلي:
1- التمويل
في بعض الأحيان، يُطلق على COP29، لقب "مؤتمر الأطراف المالي"، وذلك بسبب الآمال المعلقة عليه فيما يخص إعادة تعبئة المحفظة المالية للعمل المناخي خلاله، ويمكن من خلال ذلك التمويل تقديم مساعدات؛ خاصة للدول النامية والأقل نموًا وذات الدخل المنخفض والضعيفة أن تنفذ خطة عملها المتعلقة بالمساهمات المحددة وطنيًا.
2- نقل التكنولوجيا
تُساهم التكنولوجيا بصورة كبيرة في تسريع عمليات التكيف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية، بالفعل دعت العديد من مؤتمرات الأطراف السابقة إلى ضرورة تآزر الدول الأطراف مع بعضها ونقل التكنولوجيا والتطورات التي تساهم في تحقيق التقدم الجماعي في العمل المناخي. ويأتي COP29 بدعم ومبادرات لتعزيز قدرات البلدان بالتقنيات اللازمة لتنفيذ خططها المتعلقة بالمساهمات المحددة وطنيًا.
3- التعاون
تُمثل مؤتمرات الأطراف فرصة رائعة لتبادل الخبرات وتعزيز الشراكات والتعاون بين الأطراف المختلفة، ما يساعدها في تحقيق أهدافها المناخية المشتركة.
هناك أيضًا الكثير من وسائل الدعم التي من المنتظر أن يُقدمها COP29 للأطراف المشاركة في الحدث، ما يعزز الطموح المناخي ويساند الدول المختلفة على تقديم مساهماتها المحددة وطنيًا بطموح أعلى من الجولة الأولى.