قصص

نشر في : 27-11-2024

تاريخ التعديل : 2024-11-28 00:44:37

آلاء عمارة

هناك علاقة معقّدة بين التغيرات المناخية واستخدام الأراضي؛ فكلاهما يؤثر في الآخر بصور ما.

فكما يتسبّب استخدام الأراضي في انبعاثات لغازات الدفيئة المسببة للتغيرات المناخية، يمكن أيضًا للتغيرات المناخية أن تفرض بعض القيود على طرائق استخدام الأراضي كنوع من التكيف مع التغيرات المناخية.

ويتجلى ذلك في تحول المزارعين عن زراعة محاصيل معتادة وزراعة أنواع المحاصيل الزراعية التي تُدر عليهم المزيد من الأموال لتجنب الخسائر التي تسببها الحرارة المرتفعة.

من جانب آخر، قد يُضطر المزارعون إلى زراعة بعض أنواع المحاصيل الزراعية التي تناسب الظروف الطقسية، ما يُغير في المواسم الزراعية.

للوصول إلى صافي صفر

مع ذلك، تشغل قضية استخدام الأراضي العمل المناخي منذ وقت طويل؛ نظرًا إلى أهميتها المرتبطة بالأمن الغذائي العالمي، كذلك انبعاثات غازات الدفيئة الصادرة عنها. وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية من جامعة إكستر في المملكة المتحدة دراسة تبحث في آليات دعم استخدام الأراضي؛ لتحقيق النتائج المثلى، لكي تصل المملكة المتحدة لأهدافها البيئية المتمثلة في الوصول إلى صافي الصفر بحلول العام 2050. ونشر الباحثون دراستهم في دورية "PNAS" في نوفمبر/تشرين 2024.

تغيير الآلية

في ظل التزام المملكة المتحدة بالوصول إلى هدف صافي الصفر بحلول 2050، خاصة بعد استضافتها مؤتمر الأطراف في دورته السادسة والعشرين (COP26) في غلاسكو عام 2021. برز اهتمامها أيضًا بدعم استخدام الأراضي. وكان يتمثل ذلك في عدة آليات منها دعم أصحاب الأراضي بإعانات ثابتة لكل هكتار، والمقابل أن يتم تحويل تلك الأراضي الزراعية إلى غابات وزراعة الأشجار فوقها بدلًا من المحاصيل الزراعية. هذا بغض النظر عما إذا كانت تلك الأراضي الزراعية صالحة لزراعة الأشجار أم لا.

وجد الباحثون أنّ تلك الإعانات غير فعالة ومكلفة، بل وقد تتسبب في زيادة صافي انبعاثات غازات الدفيئة. لأنّ هناك العديد من المزارع التي قد تكون إنتاجيتها في الأساس ضعيفة، كما أنّ أراضيها لا تدعم نمو الأشجار، وتحتوي تربتها على كميات كبيرة من الكربون، ما قد يتسبب في إطلاق كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، وهنا يظهر الأثر السلبي.

ومن هذا المنطلق، وجد الباحثون أنّ الحل الأمثل، هو تغيير آليات الدعم، وذلك عبر استهداف الأراضي الزراعية التي من شأنها تحقيق الأهداف المناخية المرجوة المتمثلة في قابليتها لزراعة الأشجار والتحول إلى غابات، وإعطاء أصحابها إعانات.

هذا النهج من شأنه أيضًا تعزيز التنوع البيولوجي ومساعدة المملكة المتحدة على تحقيق أهدافها المناخية ودعم استخدام الأراضي بصورة أفضل.