قصص

نشر في : 27-01-2024

تاريخ التعديل : 2024-03-04 14:20:31

على الرغم من ارتباط بعض أنواعها الضارة بالأمراض، تلعب الميكروبات دورًا مهمًا في حفظ التوازن على سطح الكوكب، وفي أعماق المحيطات أيضًا.

فعلى الرغم من كونها كائنات دقيقة، لا تُرى بالعين المجردة، وتحتاج إلى مجاهر شديدة الدقة لدراستها جيدًا، إلا أنها تلعب دورًا حيويًا في عمل الأنظمة البيئية بمختلف أنواعها، حتى النظام البيئي للمحيطات.

وما لا يعلمه الكثيرون أنّ الميكروبات تُشكل 98% من الكتلة الحيوية لمحيطات العالم، كما أنها توّفر أكثر من نصف كمية الأكسجين في العالم، ولديها دور كبير في التخفيف من آثار التغيرات المناخية عبر تفاعلاتها مع بعضها.

عنصر مهم في نماذج المناخ

تلعب تفاعلات الميكروبات دورًا مهمًا في الدورات البيوجيوكيميائية، بما فيها: دورات الكربون والكبريت والفوسفور والحديد والنيتروجين والفوسفور، ما يجعلها مرتبطة -بصورة ما- ببعض الغازات الدفيئة مثل: ثاني أكسيد الكربون والميثان، وهذا يضعها أمام العلماء كعنصر مهم في نماذج تغير المناخ.

في الأعماق تقل التفاعلات

كشفت العديد من الدراسات العالمية عن تأثيرات درجات الحرارة على تكوين مجتمعات الميكروبات؛ وقد كشف فريق دولي من العلماء عن التفاعلات الميكروبية عبر الأعماق، والتي توّضح كيفية عمل النُظم البيئية للمحيطات. ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية «نيتشر كوميونيكاشنز» (Nature Communications) في يناير/كانون الثاني 2024.

اهتمت الدراسات السابقة بتفاعلات المجتمعات الميكروبية في المياه السطحية، أما هذه الدراسة؛ فهي تكشف تفاعلاتها من المياه السطحية إلى عُمق المحيط، وتضمنت مجتمعات الميكروبات في هذه الدراسة: البيكو يوكاريوت والعتائق والبكتيريا. وذلك في 3 مواقع: المحيط العالمي الاستوائي وشبه الاستوائي والبحر الأبيض المتوسط. ووجد الباحثون أنّ التفاعلات بين مجتمعات الميكروبات تقل في أعماق المحيط. تساعد هذه الدراسة في التنبؤ بآثار التغيرات المناخية على النظم البيئية المحيطية، لكن السؤال الأهم، كيف ذلك؟

إنتاج واستهلاك!

تلعب الميكروبات المائية دورًا مهمًا في إنتاج بعض الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، وذلك عند تحلل المواد العضوية، وتستهلكها أيضًا في نموها، ويتمثل ذلك في استخدامها لثاني أكسيد الكربون في عملية البناء الضوئي، الذي تقوم به بعض الأنواع مثل البكتيريا الزرقاء، أو التغذية الميثانوية، وفيها تستهلك الميثان، وأخيرًا، اختزال أكسيد النيتروز.

تلعب الميكروبات أدوارًا لا غنى عنها في حياتنا، ولأجل صحة كوكبنا. لذلك؛ فإنّ دراستها أمر مهم ويُعزز فهم العلماء لما يحدث من حولهم في ظل المشهد المناخي.