قصص

نشر في : 17-06-2024

حدثت في : 2024-06-20 13:52:37

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

نعم يمكن توظيف الأراضي الزراعية المهجورة في مكافحة التغيرات المناخية؛ فكيف ذلك؟

لا تنتهي منافع الأراضي الزراعية بعد هجرها وعدم إنتاج المحاصيل الزراعية منها؛ بل يمكن إعادة استخدامها وتوظيفها في خدمة النظام البيئي ومكافحة التغيرات المناخية. وهذا ما تقترحه دراسة حديثة أجرتها مجموعة بحثية من جامعة "ويسكونسن ماديسون" في الولايات المتحدة الأمريكية؛ الذين استخدموا التعلم الآلي للكشف عن مساحات الأراضي الزراعية المهجورة في الولايات المتحدة منذ ثمانينيات القرن الماضي ووجدوا أنّ نحو 30 مليون فدان من الأراضي الزراعية قد تم هجرها. 

ووضعوا بعض المقترحات للاستثمار في تلك الأراضي واستخدامها في التخفيف من تأثيرات التغيرات المناخية، ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية "إنفيرونمنتال ريسرش ليترز" (Environmental Research Letters)، في مارس/آذار 2024.

30 مليون فدان! 

استخدم الباحثون التعلّم الآلي لرسم خرائط للأراضي المهجورة، واعتمدوا على مجموعة من البيانات من وزارة الزراعة الأمريكية، وحللوا بيانات الغطاء الأرضي لتدريب جهاز الكمبيوتر؛ للتعرف على أنماط الزراعة. بعد ذلك، طلبوا من الخوارزميات تحليل بيانات الأقمار الصناعية بين عامي 1986 حتى عام 2018. ووجدوا أنّ هناك أكثر من 30 مليون فدان من الأراضي الزراعية قد تم هجرها عبر تلك الفترة الزمنية، وتركزت تلك الأراضي في السهول الكبرى وعلى طول نهر المسيسيبي. ولا تضم تلك المساحة المناطق الحضرية، كما أنها من غير المتوقع أن تعود للزراعة مرة أخرى. 

لماذا هُجرت؟ 

لم يوضح الباحثون الأسباب أو الدوافع التي دفعت المزارعين لهجر الأراضي الزراعية؛ وغالبًا ما يترتبط الأمر ببعض الأغراض الاجتماعية والاقتصادية، لكن وجدوا أنّ أكثر من نصف الأراضي قد تحولت إلى مراعي للأغنام والماشية وما يقرب من ثلثها إما في شكل أراضي رطبة أو شجيرات أو غابات أو أراضي جرداء. 

تخفيف التغيرات المناخية 

يرى الباحثون أنّ تلك الأراضي ذات المساحات الشاسعة، يمكن استثمارها في قطاعات مختلفة من أجل تخفيف آثار التغيرات المناخية؛ فهي مناسبة تمامًا لزراعة بعض المحاصيل مثل العشب والذرة الرفيعة، وإنتاج الكتلة الحيوية التي من خلالها نحصل على الوقود الحيوي المستدام، إضافة إلى أنه يمكننا استغلال تلك المساحات لتطبيق مشاريع الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، ما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري. 

يساهم كل هذا في تخفيف آثار التغيرات المناخية، ما يعود إيجابيًا على صحة النظم البيئية. وبذلك يمكن إعادة الحياة إلى تلك الأراضي المهجورة وتحقيق الاستخدام الأمثل لها.