تقارير وتحليلات

نشر في : 29-04-2024

حدثت في : 2024-04-30 11:22:25

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

يهدد التغير المناخي التنوع البيولوجي خلال هذه الحقبة، ومن المتوقع أن يكون هو المسبب الرئيسي للكثير من عمليات الانقراض بحلول منتصف القرن.

يُعد التغير المناخي أحد العوامل الرئيسية المؤثرة في التنوع البيولوجي، لكن، تتوقع دراسة حديثة أنّ التغيرات المناخية قد تكون هي المهدد الرئيسي للتنوع البيولوجي خلال منتصف القرن. وهو ما يُمثل خطرًا على التنوع البيولوجي العالمي الذي انخفض بنسبة تتراوح بين 2 إلى 11% خلال القرن العشرين. الأمر الذي دفع مجموعة بحثية من ألمانيا لإجراء دراسة نمذجة فريدة من نوعها للبحث في التغيرات المتوقعة خلال الفترة القادمة في التنوع البيولوجي، ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية «ساينس» (Science) في 25 أبريل/نيسان 2024.  

استخدام الأراضي 

يُشير مصطلح استخدام الأراضي إلى تحويل الإنسان البيئة الطبيعية مثل الغابات إلى أراضٍ صالحة للزراعة والعمران أو أي مجال يخدم الأنشطة البشرية. بعبارة أخرى، يجور الإنسان على البيئات الطبيعية لمصالحه الشخصية، الأمر الذي يعود بالسلب على الأنواع الحية النباتية والحيوانية والمخلوقات الأخرى. وتسببت عملية استخدام الأراضي في فقدان هائل من التنوع البيولوجي خلال القرن العشرين، وهذا وفقًا لدراسة فريدة من نوعها. بالطبع لعب التغير المناخي دورًا في هذا الفقدان الهائل من الأنواع الحية، لكن كان لاستخدام الأراضي الدور الأكبر. 

التغير المناخي 

لكن، هذه المرة؛ فالتغيرات المناخية في قفص الاتهام مع استخدام الأراضي، لذلك، راح الباحثون يقيمون التغيرات في فقدان التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية ومقارنتها بين عامي 1900 حتى 2015، وحتى عام 2050؛ أي منتصف القرن الحالي، وجمعوا نتائج 13 نموذجًا. وتوّصلوا إلى أنّنا بصدد فقدان عدد هائل من الأنواع الحية، ما يُخل بالتنوع البيولوجي وعليه توازن النظام البيئي، الأمر الذي يعود بالسلب على حياة البشر. لكن هذه المرة، سيكون السبب الرئيسي هو التغير المناخي وليس استخدام الأراضي كما كان في القرن العشرين؛ خاصة مع تزايد الانبعاثات الدفيئة حول العالم. 

ما أهمية التنوع البيولوجي للكوكب؟ 

في كثير من الأحيان، لا يُدرك البشر أهمية التنوع البيولوجي على الرغم من كونه يُساهم في حفظ توازن الأنظمة البيئية على سطح الكوكب وتدعيم كافة أشكال الحياة على الأرض، بما في ذلك البشر؛ فبدون التنوع البيولوجي، لن يكون لدينا هواء صحي نتنفسه؛ إذ تلعب بعض الكائنات الحية أدوارًا حيوية وضرورية في الدورات الهيدروجيوكيميائية. 

من جانب آخر؛ فالملقحات مثل الطيور والنحل والحشرات الأخرى مسؤولة عن تلقيح نحو ثُلث المحاصيل حول العالم، وبدونها، لن يكون لدينا العديد من الثمار الشهية، مثل: التفاح والكرز واللوز والتوت وغيرهم. وبالنظر إلى بنية التربة، الصالحة للزراعة، نجد أنّ هناك الكثير من الأنواع والميكروبات التي تلعب دورًا محوريًا في نمو النباتات وتحرير العناصر الغذائية التي تصلنا عبر النباتات والحيوانات التي تتغذى عليها بعد ذلك. 

بذلك، فالتنوع البيولوجي من أهم الملفات التي يناقشها البشر حول العالم، بالفعل هناك مؤتمرات الأطراف المعنية بالتنوع البيولوجي؛ للحفاظ عليه وتقييم الآثار الضارة التي تؤثر عليه بالسلب.