قصص

نشر في : 02-08-2024

حدثت في : 2024-08-04 11:28:42

بتوقيت ابوظبي

ياسمين السيد هاني

توقع تحليل حديث ارتفاع أسعار محاصيل البن، بسبب الآثار التي ألحقها التغير المناخي بهذه الزراعة التي تمسّ أمزجة المستهلكين حول العالم.

واستشهد التحليل بمزارع في المرتفعات الجبلية في ولاية تشياباس في جنوب المكسيك، إذ يعمل نحو 150 مزارع قهوة في مزرعة عائلة إيدلمان بأيديهم لساعات متواصلة.

وقال توماس إيدلمان، وهو مزارع قهوة ونائب رئيس جمعية مزارعي القهوة التعاونية الدولية، إنه في حين أن طريقة إنتاج القهوة المزروعة في الظل أكثر مقاومة للجفاف، إلا أن موسم الجفاف الأطول من المعتاد الذي يُلقى باللوم فيه على تغير المناخ لا يزال يتسبب في انخفاض المحاصيل هذا العام. ويشير إيدلمان إلى أنه إذا لم يكن الطقس المناسب، فلن يتم تحقيق الإنتاج المناسب. ومع انخفاض الغلة، من الواضح أن تكلفة الإنتاج سوف ترتفع.

ارتفاع الأسعار

وقد تؤدي تكاليف الإنتاج المرتفعة هذه إلى تضخم أسعار القهوة، إذ قد يضطر عشاق القهوة إلى دفع مزيد في المستقبل مع ارتفاع الأسعار.

وقالت شركة لافاتزا الإيطالية لصناعة القهوة لشبكة "سي إن إن"، في بيان، إنها رفعت الأسعار هذا العام لأسباب متنوعة. وقالت الشركة: "إن مزيجًا من ضعف الحصاد وتغير المناخ والحرب في أوكرانيا والصراع في البحر الأحمر وتدخل المضاربين والدولار القوي خلق" عاصفة في الأسعار التي شهدت ارتفاع منذ الوباء.

وذكرت منظمة القهوة الدولية الشهر الماضي أن مؤشر سعر "آي سي أو" المركب -وهو سعر مرجعي رئيسي لصناعة القهوة العالمية- بلغ أعلى مستوى له في 13 عامًا، بمتوسط 226.83 سنتًا، أو نحو 2.27 دولار للرطل.

وتتراوح أسعار القهوة عادةً بين 100 و140 سنتًا، لكنها ظلت ثابتة فوق هذا النطاق على مدار السنوات الثلاث الماضية.

وقال مايكل هوفمان، أستاذ في كلية الزراعة وعلوم الحياة بجامعة كورنيل، إن القهوة أكثر حساسية للتغيرات في درجات الحرارة أكثر من العديد من المحاصيل الأخرى. والظواهر الأخيرة المتعلقة بالمناخ لا تساعد الإنتاج.

ويشير إلي أن تغير المناخ يزداد سوءًا؛ لأن الطقس الأكثر شدة، وارتفاع درجات الحرارة، والتأثير المباشر على الأشخاص العاملين في مزارع البن يؤدي إلى أن يصبح إنتاج القهوة أكثر تكلفة.

ضعف الإمدادات

وغالبًا ما يقول العاملون في صناعة القهوة إنه عندما تعطس البرازيل، يُصاب بقية العالم بنزلة برد، في إشارة إلى مكانتها كمنتج رقم واحد لقهوة أرابيكا، وهو نوع القهوة الفاخر الذي يشكّل أكثر من 60% من إجمالي إنتاج القهوة.

ولذلك عندما أدى الصقيع القوي بشكل غير عادي إلى تدمير محاصيلها في صيف عام 2021، تعرّضت سوق القهوة لصدمة إمداد فورية، إذ وصلت العقود الآجلة للقهوة الأمريكية، التي تتبع أرابيكا، إلى ارتفاع بلغ 260 سنتًا للرطل.

ويشير ريان ديلاني، مؤسس ورئيس المحللين في أكاديمية تداول القهوة، إلى أنه ليس من غير المألوف أن  يتحوّل المشترون من القهوة من نوع أرابيكا إلى روبوستا، وهو نوع أرخص من الحبوب يستخدم في القهوة الفورية، إلا أنه مع تدفق مزيد من الناس إلى السوق لشراء الروبوستا، فإن ذلك يؤثر في السعر أيضًا.

ومع ذلك، قال ديلاني إنه من النادر أن يتجاوز الطلب على الروبوستا الطلب على أرابيكا؛ لكن بفضل استمرار ارتفاع أسعار أرابيكا، حدث هذا. وذكرت وزارة الزراعة الأمريكية في مايو/أيار أن فيتنام، أكبر منتج لقهوة الروبوستا، عانت من عدة سنوات من الطقس السيئ الذي شهد انخفاض مستويات التصدير بنسبة 7%. وأشارت في تقريرها السنوي لعام 2023، إلى أنها تتوقع أن تصبح مثل هذه الظروف الجوية أكثر تواترا "بسبب تغير المناخ".

وأشار نيل روسر، المدير والمستشار السلعي المتخصص في القهوة في شركة بيسون لوكسلي كوموديتيز، إلى أنه في حين أن أرابيكا هي القوة المهيمنة عادة في القهوة، إلا أن ارتفاع تكاليف روبوستا هذا العام هو الذي يدفع السعر الإجمالي للقهوة إلى الارتفاع.