تقارير وتحليلات

نشر في : 30-04-2024

حدثت في : 2024-04-30 11:24:22

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

قد تتسبب ظاهرة في القطب الشمالي في إحداث مشكلة كبيرة في الهند والشرق الأوسط، وهذا ما وجده الباحثون مؤخرًا.

يُعد الغبار عنصرًا رئيسيًا في النظام المناخي للأرض، ويلعب دورًا محوريًا في الطقس وهطول الأمطار وظاهرة الاحتباس الحراري وذلك عندما يتفاعل مع السحب وأشعة الشمس والمحيطات، الأمر الذي دفع مجموعة بحثية دولية للنظر في كيفية تأثر الغبار بالتغيرات المناخية، وخلصوا إلى أنّ ارتفاع درجات الحرارة عند القطب الشمالي، يتسبب في انخفاض مستويات الغبار في بعض أجزاء الكوكب، ما يؤثر بالسلب على جودة الهواء المحلي والأمن الغذائي وإمدادات الطاقة والصحة بل ويمتد الأمر إلى المناخ المحلي والعالمي. نشر الباحثون ما توّصلوا إليه في دورية (PNAS) في 25 مارس/آذار 2024. 

تضخم القطب الشمالي 

وهي ظاهرة تُشير إلى أنّ ارتفاع متوسط درجات الحرارة عند القطب الشمالي، تكون أعلى من متوسط الحرارة العالمية، الأمر الذي يتسبب في سرعة ذوبان الجليد، لكن اتضح أنّ هناك أبعادًا كثيرة لهذه الظاهرة، من ضمنها انخفاض مستويات الغبار، خاصة في الهند وساحل الخليج الفارسي وجزء كبير من الشرق الأوسط، الأمر الذي لم يكن واضحًا حتى كشفت عنه هذه الدراسة؛ إذ تتسبب ظاهرة تضخم القطب الشمالي في عدم استقرار التيار النفاث وحدوث بعض التغيرات في مسارات العواصف وأنماط الرياح على المصادر الرئيسية للغبار في بعض المناطق مثل غرب وجنوب قارة آسيا. 

مفارقة! 

يواجه الباحثون مفارقة، وهي أنّه حتى وإن تمكن البشر من الوصول إلى هدف الحياد الكربوني، وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة المؤدية إلى الاحتباس الحراري ومنها إلى ظاهرة تضخم القطب الشمالي؛ فف تلك الحالة، قد تعود أنماط التيار النفاث والرياح إلى حالتها قبل الاحترار، وعليه ترتفع مستويات الغبار في الغلاف الجوي. ويحتاج هذا إلى معالجة أيضًا. 

منتصف العصا

على الرغم من أنّ الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بهدف الوصول إلى الحياد الكربوني أمر في غاية الأهمية لصحة مناخنا، إلا أنّ مستويات الغبار ستزداد في تلك الحالة، لذلك يرى مؤلفو الدراسة أنه من الضروري اتخاذ الإجراءات اللازمة لمتابعة مستويات الغبار جيدًا ومكافحة ظاهرة التصحر والتي قد تنتج عن زيادة مستوياته في الغلاف الجوي، جنبًا إلى جنب مع جهود الحد من الانبعاثات. 

كانت ولا زالت هناك الكثير من علامات الاستفهام حول مشكلة الغبار، وقد اتضح أنها مسألة تحتاج إلى دراسات كثيرة مطولة، لما قد تسببه من مشكلات في المستقبل، سواء إذا تمكن البشر من السيطرة على أزمة المناخ أو فقدوا السيطرة. وقد أشار مؤلفو الدراسة إلى ضرورة البحث حول كيفية تأثير التغيرات المناخية العالمية على مستويات الغبار.