قصص

نشر في : 28-08-2024

حدثت في : 2024-08-30 15:02:11

بتوقيت ابوظبي

محمد مبروك

التكيف مع المناخ، إحدى العادات التي لجأت إليها المجتمعات منذ عقود مضت، ففي مدينة مطماطة التونسية الواقعة جنوب البلاد لجأ السكان إلى تشييد بيوت تحت الأرض.

وتساعد هذه البيوت في التكيف مع التغيرات المناخية حيث يقي التراب هؤلاء السكان من حر الصيف وبرد الشتاء.

وتمثل هذه المساكن التي يطلق عليها تسمية "الحوش" باللهجة المحلية، موطنا لمجتمع القبائل الأمازيغية الموجودة حتى اليوم في الجنوب التونسي على بعد نحو 450 كيلومترا عن العاصمة في الشمال، قبل دخول العرب المسلمين القادمين من الشرق في القرن السابع ميلادي.

ومنذ أحداث 2011 التي أطاحت بحكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، ظهرت نخبة من أقلية الأمازيغ في تونس للمطالبة بحقوق أوسع على غرار إدراج اللغة في المناهج التربوية.

وتفاخر تونس باحتوائها على تنوع ثقافي لافت يظهر في العادات والطبخ والمعمار، وتمثل بيوت مطماطة القديمة في جوف الحفر علامة فارقة لهذا التنوع في جنوب البلاد.

وتضم الحفر فناء دائريا تحيط به كهوف صخرية يستخدم بعضها كغرف للنوم أو مكان لتخزين الحبوب والغذاء، وتربط بين الغرف ممرات ضيفة وأنفاق وسط الصخور. وقد تم نحت هذه البيوت من قبل السكان القدامى الذين استمدوا هندستها من حاجاتهم اليومية.

وقال حسام وهو أحد ساكني هذه البيوت إنها "جيدة على مستوى التكيف مع قسوة المناخ، فنحن هنا لا نتأثر بالحرارة التي ترتفع بشكل كبير في الصيف ولا بالبرد الذي يشهده فصل الشتاء".

وتابع أن "مطماطة اكتسبت شهرة عالمية خاصة بعد تصوير فيلم "حرب النجوم" بالقرب منها، ومع ذلك نحن نسعى إلى مزيد التعريف بها وبمميزاتها خاصة الأمازيغية منها".

وهناك حوالي 650 منزلا محفورا في الجبال في مطماطة وغيرها من القرى الأمازيغية في تونس وهي قرى تحافظ على ميزاتها.

وتسهم هذه البيوت في الحفاظ على درجة حرارة أقل كثيرا من المعدل المرتفع في تونس حاليا، حيث تكتسب هذه الحيلة أهميتها مع ارتفاع تكلفة الكهرباء فضلا عن شدة الجفاف التي تعاني منها تونس جراء الحرارة المرتفعة.