قصص

نشر في : 22-09-2024

حدثت في : 2024-09-24 20:06:00

بتوقيت ابوظبي

محمد مبروك

تبنّت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الأحد "ميثاقا من أجل المستقبل" يهدف إلى رسم "مستقبل أفضل" للبشرية، رغم معارضة بعض الدول بينها روسيا.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أطلق في عام 2021 فكرة "قمة المستقبل" التي قُدّمت على أنّها "فرصة فريدة" لتغيير مسار تاريخ البشرية.

وقال غوتيريش الأحد بعد إقرار النص "لقد فتحنا الباب، وعلينا الآن جميعا عبوره، لأن الأمر لا يتعلق بسماع واحدنا الآخر فحسب بل أيضا بالتحرك".

وقبل انطلاق القمة، أشار غوتيريش إلى بعض الإحباط، إذ دعا الدول إلى إظهار "البصيرة" و"الشجاعة" وأيضا "أقصى الطموح" لتعزيز المؤسسات الدولية "التي عفا عليها الزمن"، ولم تعد قادرة على الاستجابة بفعالية للتهديدات الراهنة.

وكمقدّمة لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق الثلاثاء، يتوقع أن يحضر عشرات رؤساء الدول والحكومات هذه القمة التي انطلقت الأحد وتستمر حتى الاثنين.

ويعرض الميثاق في أكثر من عشرين صفحة، 56 "إجراء" في مجالات تراوح بين أهمية التعددية واحترام ميثاق الأمم المتحدة والحفاظ على السلام، وإصلاح المؤسسات المالية الدولية ومجلس الأمن الدولي، أو حتى مكافحة تغير المناخ ونزح السلاح وتطوّير الذكاء الاصطناعي.

وكانت مكافحة احترار المناخ إحدى النقاط الحساسة في المفاوضات، إذ غابت الإشارة إلى "الانتقال" بعيدا من الوقود الأحفوري من مسودة النص على مدى أسابيع.

وقال مادس كريستنسن، رئيس منظمة "غرينيبس"، "إنها إشارة إيجابية"، لكن "على القادة السياسيين تحويل هذه الوعود إلى أفعال".

وتطالب الدول النامية بالتزامات ملموسة من قبل المؤسسات المالية الدولية لتسهيل حصول بعضها على تمويل للتعامل مع آثار التغيّر المناخي.

وقال رئيس سيراليون جوليوس مادا بيو "بالنسبة إلينا، التحديات ليست نظرية ولا بعيدة. إنها الحقيقة القاسية التي نواجهها كل يوم"، لذلك فإن "الميثاق يمنحنا أملا".

بدورها، رأت منظمة هيومن رايتس ووتش أنّ المشروع يتضمّن بعض "الالتزامات المهمّة" في مجال التغيّر المناخي، مرحّبة أيضا بعناصر تتعلّق ب"مركزية حقوق الإنسان".

لكن مدير قسم الأمم المتحدة في المنظمة غير الحكومية لويس شاربونو اعتبر أنّ "على قادة العالم أن يظهروا أنّهم مستعدّون للعمل لضمان احترام حقوق الإنسان".

ومهما كان مضمونه، يبقى "الميثاق" وملاحقه (الميثاق الرقمي العالمي وإعلان الأجيال المقبلة) غير ملزم، ما يثير تساؤلات بشأن تنفيذه بينما تسجّل انتهاكات يومية لبعض المبادئ المطروحة، مثل حماية المدنيين في النزاعات.

وقال غوتيريش السبت "الأمر متروك لنا لبثّ الروح في هذه النصوص. لتحويل الكلمات إلى أفعال، ولاستخدامها من أجل وضع البشرية على طريق أفضل".