تقارير وتحليلات

نشر في : 06-09-2024

حدثت في : 2024-09-12 15:24:26

بتوقيت ابوظبي

محمد مبروك

في المقاطعة الغربية من دولة زامبيا، يعتني مزارع عجوز بمحاصيله تحت أشعة الشمس الحارقة. لقد كانت الأوقات صعبة، وقد ترك الجفاف القاتل كل من حوله جائعًا ومتعبًا وخائفًا.

لكن "سيتوالا مانغولوا" لم يكن قط من يستسلم. وهو يبلغ من العمر 66 عامًا، ويعمل هو وأطفاله السبعة ليلًا ونهارًا على أمل الحصول على موسم حصاد صحي في ظل قسوة المناخ التي لم تترك أخضرا ولا يابسا في هذه الدولة الفقيرة.

فقد تركت أسوأ موجة جفاف تشهدها زامبيا منذ 40 عامًا 6.6 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. وشهدت 80% من محافظات البلاد نقصًا حادًا في هطول الأمطار.

بالنسبة للمزارعين مثل سيتوالا، كان ذلك يعني انخفاض إنتاجية المحاصيل. في السنوات السابقة، حافظ "سيتوالا" على عمل ثابت. كان يزرع الذرة في المقام الأول، وهي عنصر أساسي في النظام الغذائي الزامبي، إلى جانب الخضراوات الأخرى مثل الطماطم والفاصوليا. وكانت مزرعته المتواضعة كافية لإعالة أسرته خلال موسم العجاف، وهي فترة نقص الغذاء قبل موسم الحصاد التالي.

وقال سيتوالا: "إن تغير المناخ مأساة.. هنا، كثيرًا ما نتعرض للفيضانات. الأمطار الغزيرة تغرق الحقول، وينتهي بنا الأمر بخسارة إنتاجنا. وهذه ليست سوى إحدى الطرق التي ألحق بها تغير المناخ الضرر بمزارعنا ومجتمعاتنا. نحن لا نحصد القدر الذي اعتاد عليه آباؤنا”.

ومع ذلك، لم يكن هناك شيء يمكن أن يعده للكارثة التالية: الجفاف. في العقود الماضية، كانت الأمطار تهطل باستمرار من نوفمبر/تشرين الثاني إلى مارس/آذار.

والآن، ليس هناك توقع متى سيأتي مرة أخرى؟

وفي غضون أشهر قليلة، بدأت مزرعة سيتوالا بأكملها تذبل وتموت. وعندما أُعلن أن الجفاف حالة طوارئ وطنية، أدرك سيتوالا أن عليه التصرف بسرعة لإنقاذ مصدر رزقه.

وقالت ماري خوزي، المديرة القطرية لمنظمة العمل ضد الجوع في زامبيا: "يحتاج مزارعونا إلى أن يكونوا قادرين على بيع فائض الإنتاج حتى يتمكنوا من شراء الكربوهيدرات والبروتينات وغيرها من الأطعمة لتنويع أنظمتهم الغذائية".

وأضافت: "يمنح بيع المحاصيل المزارعين مثل سيتوالا القدرة على شراء مجموعة متنوعة من الأغذية التي قد لا تكون عملية أو ممكنة بالنسبة لهم لزراعتها بأنفسهم. كما يتيح لهم هذا المال شراء الملابس أو اللوازم المدرسية لأطفالهم".

وقال سيتوالا: "حتى لو تمكنا من نقل أنفسنا إلى البلدة المجاورة، فمن الصعب العثور على عملاء لشراء منتجاتنا بمجرد وصولنا إلى هناك". "هؤلاء العملاء الذين تمكنا من العثور عليهم يقدمون لنا أسعارًا منخفضة حقًا. والحقيقة ليست هناك عدالة في التسعير. نشعر أننا نتعرض للابتزاز من قبل هؤلاء العملاء؛ إنهم يحددون السعر، فإما أن نقبله، أو نعود إلى بيوتنا دون أن نجري بيعًا على الإطلاق».

وكجزء من مشروع العمل ضد الجوع الجديد، تعمل الفرق التابعة للمشروع على ربط المزارعين بالأسواق الخاصة والتجارية والعامة، الأمر الذي يعزز بشكل كبير قيمة محصولهم والطلب عليه.

 وتدفع زامبيا، وهي دولة غير ساحلية تقع في جنوب القارة الأفريقية، ثمنا فادحا للتغير المناخي.