قصص

نشر في : 07-09-2024

حدثت في : 2024-09-07 23:36:10

بتوقيت ابوظبي

محمد مبروك

في عام 2019، قررت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أنه من أجل الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة عند مستوى أقل من 1.5 درجة مئوية، يجب علينا تحقيق صافي انبعاثات صِفر بحلول 2050.

لقد وضع العلم معيارًا لما ينبغي أن تطمح إليه سياسات المناخ، وكانت هذه المعايير إما متوائمة وإما غير متوافقة مع الهدف.

ومنذ ذلك الحين، حددت 145 دولة أهدافًا لخفض الانبعاثات إلى الصفر، وتغطي ما يقرب من 90% من الانبعاثات.

ومع ذلك، فيما يتعلق بالتحدي الملح بنفس القدر، ألا وهو جودة الهواء، فإننا بعيدون عن تلك المستويات من الطموح.

وفي عام 2021، حدثت منظمة الصحة العالمية (WHO) إرشاداتها الخاصة بجودة الهواء لأول مرة منذ عام 2005، ومنذ ذلك الحين، اعتمدت دولة واحدة فقط هذه التوصيات كمعايير، على الرغم من وفاة 7 ملايين شخص سنويًا بسبب تلوث الهواء. هذه الدولة هي تشيلي.

ومع ذلك، تغتنم العديد من البلدان الفرص وأوجه التآزر في معالجة تلوث الهواء والمناخ في وقت واحد.

هذا ما فعلته دولة تشيلي، إذ دمجت سياستها المناخية وجودة الهواء

حيث ركزت السياسات الحكومية في تشيلي على تلوث الهواء، الذي كان على الأجندة السياسية في كل شتاء. ويعيش سكانها في الغالب بين سلسلتين جبليتين كبيرتين، مما يسبب نقص التهوية وارتفاع مستويات التلوث (معظمها بسبب حرق الأخشاب والديزل).

وكان من الواضح في وقت مبكر أن حكومة تشيلي قادرة على بناء سياستها المناخية المرتبطة بتلوث الهواء. ويختلف هذا عن التركيز النموذجي في بلدان شمال الكرة الأرضية، نظرًا إلى أن مشكلات تلوث الهواء ظهرت في وقت أبكر بكثير من أزمة المناخ.

وبحلول الوقت الذي بدأت فيه سياسة المناخ، كان التلوث الشديد (الضباب القاتل في لندن في الخمسينيات أو الأوزون في لوس أنغلوس في الستينيات) قد تمت معالجته بالفعل.

كل عام في تشيلي، يكلف تلوث الهواء قطاع الصحة ما لا يقل عن 670 مليون دولار، وهو السبب الجذري لـ 127,000 استشارة صحية طارئة وأكثر من 4,000 حالة وفاة مبكرة.

ولمواجهة هذا التحدي، أطلقت الحكومة في عام 2014 برنامجًا في المنطقة الوسطى والجنوبية لاستبدال 200,000 سخان حطب بسخانات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة مثل السخانات الجديدة التي تعمل بالغاز أو البارافين أو الخشب. وقد أدى ذلك إلى انخفاض الانبعاثات وتحسين نوعية الهواء الداخلي. 

وقد أظهرت تشيلي التزاما قويا بحملة التنفس الحياة، وهي مبادرة مشتركة تقودها منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة للبيئة وتحالف المناخ والهواء النظيف لتعبئة المدن والأفراد لحماية صحتنا وصحة الكوكب من آثار تلوث الهواء. هدفها الرئيسي هو تحقيق أهداف منظمة الصحة العالمية المتعلقة بجودة الهواء بحلول عام 2030.