تقارير وتحليلات

نشر في : 06-08-2024

حدثت في : 2024-08-06 17:07:07

بتوقيت ابوظبي

أحمد جمال أحمد

رغم ما تروّج له الولايات المتحدة من مخاطر تغير المناخ، كشف تقرير حديث عن أن السياسة الأمريكية تشكل معقلاً لإنكار وجود تغير المناخ في مفاجأة صادمة لإحدى أكبر الدول الداعمة للاستدامة.

وبحسب "الغارديان"، يرفض ما يقرب من واحد من كل أربعة أعضاء في الكونغرس حقيقة تغير المناخ، حتى مع تنامي القلق بين عامة المواطنين الأمريكيين بشأن الانحباس الحراري العالمي وما يحمله من مخاطر.

وينكر ما مجموعه 123 ممثلاً فيدرالياً منتخباً -100 في مجلس النواب و23 عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي- وجود تغير مناخي ناجم عن أنشطة بشرية، وجميعهم من الجمهوريين، وفقاً لدراسة حديثة للبيانات بناء على استطلاعات أدلى بها الأعضاء الحاليون لمجلس النواب الأمريكي.

وقالت "كات سو"، مديرة حملات الطاقة والبيئة في مركز التقدم الأمريكي، المسؤولة عن هذا التقرير، إن هذه النسبة من منكري تغير المناخ بين مشرعي السياسات في أمريكا تُعد "أمرا مقلقا بالتأكيد".

وعرّف التقرير منكري تغير المناخ على أنهم أولئك الذين يقولون إن أزمة المناخ ليست حقيقية أو لم/لا يسببها البشر في المقام الأول، أو يزعمون أن علم المناخ ليس موثوقا، وأن الطقس المتطرف لا ينجم عن الانحباس الحراري العالمي كما هو الحال بالنسبة للتلوث الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

التقرير لم يكتف بالكشف عن نسبة المنكرين بين أعضاء الكونغرس للتغير المناخي فقط، ولكن أيضا سلط الضوء على أمثلة للنواب المنكرين.

ومنهم السيناتور عن ولاية تكساس تيد كروز الذي يرى أن تغير المناخ مسألة عابرة وطبيعية، وفق تصريحات له في عام 2018 قال بها: "بالطبع المناخ يتغير، لقد تغير المناخ منذ فجر التاريخ، سيتغير المناخ طالما لدينا كوكب الأرض".

كانت هناك أمثلة أخرى أحدث، إذ سبق أن قال ممثل ولاية لويزيانا ستيف سكاليز في مقابلة أجريت معه عام 2021، في إشارة إلى بحث تم فضحه منذ فترة طويلة ولا يزال يستشهد به منكرو المناخ، "لقد شهدنا فترات تجمد في السبعينيات، قالوا إنها ستكون فترة عصر جليدي جديدة"، وتابع "والآن يصبح الجو أكثر دفئًا وبرودة، وهذا ما يسمى مجرى الطبيعة الأم، لكن فكرة أن الأعاصير أو حرائق الغابات حدثت في السنوات القليلة الماضية فقط هي مجرد مغالطة".

ووجد التقرير أيضًا أن المشرعين الذين ينكرون المناخ تلقوا ما مجموعه 52 مليون دولار في شكل تبرعات لحملاتهم من مصادر متخصصة في صناعة الوقود الأحفوري.

وبحسب "الغارديان"، أظهرت الأبحاث أن الجمهور الأمريكي يتم تمثيله بشكل غير متناسب من قبل منكري المناخ في مجلس النواب.

وعلى الرغم من أن 23% من الكونغرس الأمريكي بأكمله يتألف من أولئك الذين يرفضون أزمة المناخ، فإن استطلاعات الرأي تظهر أن نسبة الأمريكيين الذين يشتركون في هذا الرأي أصغر بكثير، بما يصل إلى النصف.

وأنه حتى مع إنكار ربع المشرعين الأمريكيين لأزمة المناخ، كان الجمهور الأمريكي يتحرك بشكل كبير في الاتجاه الآخر.

فوفقًا لدراسات مختلفة، يرفض أقل من واحد من كل خمسة أشخاص في الولايات المتحدة نتائج علم المناخ، مع إظهار استطلاعات الرأي الطويلة الأمد التي أجرتها جامعة ييل أن أولئك الذين يصنفونهم على أنهم "رافضون للتغير المناخي" يبلغون 11% فقط بين الشعب الأمريكي.

بينما ظلت هذه الشريحة من الرأي العام الأمريكي دون تغيير إلى حد كبير في السنوات الأخيرة.