قد يؤدي تغير بسيط في النظام البيئي إلى سلسلة من التغيرات، هذا باختصار مفهوم حلقات ردود الفعل المناخية
أصبح إدراك البشر للتغيرات المناخية من حولهم أكبر من أي وقت مضى؛ خاصة مع بروز التبعات المتمثلة في حرائق الغابات وارتفاع منسوب مياه البحر وانتشار الجفاف وزيادة التصحر وتفشي الأمراض بين النباتات والحيوانات والبشر. كل تلك التبعات تُعرف بـ«حلقات ردود الفعل المناخية». وهي تحدث مع التغيرات المناخية، وقد تقود إلى نقاط التحول التي لا رجعة فيها. وربما تُضعف أو تُضخّم تأثيرات التغيرات المناخية.
ما هي حلقات ردود الفعل المناخية؟
ببساطة شديدة، لكل فِعل، رد فِعل. على نفس المقياس، عند إطلاق كميات كبيرة من انبعاثات الغازات الدفيئة، المتسببة في الاحتباس الحراري، يأتي رد الفِعل، المتمثل في التغيرات المناخية وتأثيراتها. وحلقات ردود الفعل المناخية، وهي تحدث عندما يؤدي تغير ما في نظام المناخ إلى سلسلة من التغيرات، والتي تزداد بمرور الوقت، وقد تقود في النهاية إلى نقطة التحوّل، والتي تتسبب في إحداث تغيرات في النظم البيئية لا رجعة فيها. وهي حلقة مفرغة.
على سبيل المثال، دورة بخار الماء، عند زيادة الانبعاثات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، ترتفع حرارة الغلاف الجوي، ويتسبب الهواء الدافئ في تبخر المزيد من المياه سواء من المحيطات أو الأنهار أو البحيرات وغيرها من المسطحات المائية، وتدخل للغلاف الجوي، يحتفظ بخار الماء في الغلاف الجوي وكذلك البخار الزائد بالحرارة، ما يتسبب في تضخيم الاحترار، ومع تفاقم الاحترار، يزداد تبخر المياه، وتبدأ دورة جديدة، وهكذا دواليك. هذا مثال على تضخيم التأثيرات المناخية. مثال آخر، عند ذوبان الجليد، تمتص مياه المحيط المزيد من الحرارة، ما يُسرع عملية الاحترار، ويزداد ذوبان الجليد، وهكذا.
أنواع حلقات ردود الفعل المناخية
قد تتسبب حلقات ردود الفعل المناخية في تضخيم أو تقليل التأثيرات المناخية. لذلك، هناك نوعان منها، وهما: إيجابي وسلبي. أما ردود الفعل المناخية الإيجابية؛ فهي يعزز ظاهرة الاحتباس الحراري. وردود الفعل المناخية السلبية؛ فتعمل على إضعاف الاحتباس الحراري، مثل دورة الكربون التي تمتص ثاني أكسيد الكربون؛ ما يحافظ على الوضع الراهن ويحفظ التوازن.
وتكمن أهمية حلقات ردود الفعل المناخية في أنها تساهم في تحديد مدى حساسية المناخ للاحترار، وبالتالي وضع صورة أوضح عن مستقبل المناخ؛ لتحديد كيفية التعامل معه إذا تفاقم.
