قصص

نشر في : 06-08-2024

حدثت في : 2024-08-07 13:05:16

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

تتسبب التغيرات المناخية الناتجة عن الأنشطة البشرية في تباين هطول الأمطار.

تسببت الأنشطة البشرية في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري منذ عصر الثورة الصناعية، ما أدى إلى ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية عن عصر ما قبل الصناعة بمقدار يزيد على 1 درجة مئوية، ما قاد إلى عدد من التغيرات في النظام البيئي، تلك التغيرات نالت من كائنات حية عديدة، وامتد أثر ذلك للإنسان، الذي تأثر غذاؤه ومأواه، وكذلك صحته، بارتفاع درجات الحرارة القياسية المسجلة اليوم. 

بالطبع تأثرت الظواهر الطقسية، وللتعمق في هذه النقطة، قررت مجموعة بحثية من الأكاديمية الصينية للعلوم، الخوض في التغيرات الطارئة على أنماط المطر خلال السنوات الأخيرة، وقدموا أول دليل منهجي على أنّ التغيرات الحاصلة في أنماط الأمطار على مستوى العالم، ناتجة عن الأنشطة البشرية التي أدت إلى الاحتباس الحراري، وصارت الأمطار الغزيرة تحدث بشكل متكرر، في حين يدوم الجفاف لفترات زمنية أطول وأكثر شدة، ونشر الباحثون نتائجهم في دورية "ساينس" (Science) في 25 يوليو/تموز 2024. 

من المتسبب؟ 

تُشير أصابع الاتهام جميعًا إلى الإنسان، كونه المتسبب الأول في التغيرات المناخية، وهذا ما يؤكده العلماء المتخصصون دائمًا. وأنّ التقلبات في أنماط هطول الأمطار على مستوى العالم أيضًا بسبب الإنسان. وذلك أنّ انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن الأنشطة البشرية، قد أدت إلى زيادة الدفء والرطوبة في الغلاف الجوي. 

تباين عالي

أراد الباحثون فهم هذا التباين في أنماط هطول الأمطار. لذلك أجروا تحليلًا لمجموعة كبيرة من بيانات الرصد على مناطق كثيرة، ووجدوا أنّ التقلبات في أنماط هطول الأمطار قد زادت بصورة ملحوظة على نحو 75% من إجمالي مساحات الأراضي التي ركز الباحثون على دراستها. وظهرت تلك التقلبات جلية في بعض المناطق، بأوروبا وأستراليا وشرق أمريكا الشمالية. 

وأظهروا أنّ هذا التباين كان عاليًا، ما يعني أنّ هطول الأمطار يتوزع بصورة غير متماثلة بمرور الوقت، فتكون هناك مناطق أكثر رطوبة ثم تمر بها فترات أكثر جفافًا، وهذا يعني أنه قد تتلقى منطقة ما كميات كبيرة من الأمطار الغزيرة لفترة ما، وليكن عامًا، بعد ذلك تليها فترات طويلة من الجفاف. بالأحرى، إنها تتناوب بين الجفاف والرطوبة بسرعة كبيرة.

تؤكد الدراسة أنّ تلك الأنماط المتقلبة لهطول الأمطار قد ظهرت في أثناء القرن العشرين، وستزداد حدتها مع ارتفاع درجات الحرارة مستقبلًا. ويرى مؤلفو الدراسة ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة للتكيف مع ظاهرة الاحترار العالمي وكذلك التخفيف من آثار التغيرات المناخية؛ لأن المخاطر ستتفاقم مستقبلًا إذا زادت الظروف المناخية بنفس الوتيرة.