تقارير وتحليلات

نشر في : 20-08-2024

حدثت في : 2024-08-20 23:38:38

بتوقيت ابوظبي

أحمد جمال أحمد

تعد المتنزهات الوطنية في جميع أنحاء الولايات المتحدة من الكنوز الوطنية التي يُعتز بها وتسعى الحكومة لرعايتها وحمايتها قدر الإمكان.

وتشتهر الحدائق الوطنية في أمريكا بمناظرها الطبيعية الخلابة وتنوعها البيولوجي، ولسوء الحظ، تواجه العديد من هذه المتنزهات تحديات خطيرة في الوقت الراهن، تنبع في المقام الأول من تغير المناخ وعدم كفاية التمويل.

وبحسب موقع "ذا بينكال جازيت"، في كل عام، تجذب هذه الوجهات الشهيرة ملايين الزوار الحريصين على تجربة الطبيعة في أبهى صورها.

من الشلالات الهادرة في يوسمايت إلى الوديان المترامية الأطراف في جراند كانيون، إذ تُعد هذه المتنزهات أكثر من مجرد مناظر طبيعية جميلة، فهي تضم أنظمة بيئية وحياة برية فريدة من نوعها.

ويشكل تغير المناخ العديد من التهديدات الحرجة لبقاء المتنزهات الوطنية في الولايات المتحدة حاليا، حيث تؤثر درجات الحرارة المرتفعة وأنماط هطول الأمطار غير المنتظمة على النباتات والحيوانات، وتغير النظم البيئية الحساسة.

وعلى سبيل المثال، تُظهر الأبحاث أن بعض الأنواع من الحيوانات الآن تُجبر على الهجرة إلى مناطق أكثر برودة، مما يهدد بقاءها والتوازن العام للنظم البيئية التي تنتمي لها.

وتشهد حديقة أديرونداك، المشهورة بتنوعها البيولوجي الغني، تحولات مع تغير الموائل بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

كما أصبحت حرائق الغابات شائعة بشكل متزايد، وتفاقمت بسبب تغير المناخ وممارسات إدارة الغابات التي لم تشهد تطورا بالتزامن مع تعاظم ظواهر المناخ القاسية.

مثل هذه الحرائق تعرض المناظر الطبيعية والهياكل التاريخية المنتشرة في أراضي المتنزهات للخطر.

يعمل موظفو خدمات المتنزهات الوطنية بجد لمكافحة هذه القضايا، لكنهم غالبًا ما يواجهون ميزانيات وموارد محدودة.

وأفادت خدمة المتنزهات الوطنية بأمريكا بأنها تواجه عجزا بميزانيتها يقدر بنحو 670 مليون دولار اللازمة للصيانة الضرورية في مختلف المتنزهات.

يمثل هذا التأخير في الصيانة مخاطر على مرافق المتنزه، بما في ذلك مراكز الزوار وطرق المتنزه، التي تعد بالغة الأهمية للصيانة والوصول للزوار.

وفي استكشاف مصادر الدخل المحتملة، يدرس مسؤولو المتنزه خيارات مثل زيادة رسوم المتنزه والتبرعات كطرق لمعالجة فجوات التمويل.

بعد أن ارتفعت أعداد الزوار، خاصة خلال مواسم الذروة، مما يضع ضغوطًا إضافية على موارد المتنزه، وغالبًا ما يؤدي تدفق السياح إلى الاكتظاظ وزيادة النفايات، ما قد يعطل الحياة البري.

وللتخفيف من هذه التحديات، تنفذ العديد من المتنزهات برامج تعليمية بيئية للسياح، تهدف إلى تعزيز جهود الحفاظ على البيئة وتعزيز السلوك المسؤول بين الزوار.

كما يكثف السكان المحليون جهودهم للانضمام إلى جهود الحفاظ على البيئة، وفي مختلف أنحاء البلاد، يتجمع نشطاء المجتمع والمتطوعون لتنظيف الحدائق وزيادة الوعي بشأن حماية البيئة.

ومن بين المخاوف الرئيسية الأخرى تأثير الأنواع الغازية للبيئة داخل الحدائق الوطنية من حيوانات ونباتات، حيث يمكن لهذه النباتات والحيوانات المقتحمة لبيئة غير بيئتها، كونها غير محلية أن تتفوق على الأنواع المحلية، مما يؤدي إلى تعطيل النظم البيئية بشكل كبير.

كما يفرض التلوث مخاطر كبيرة على المتنزهات الوطنية، حيث يمكن أن تؤثر جودة الهواء على صحة الزوار والحياة البرية التي تسكن هذه المناطق.

ويتفاقم تحدي تلوث الهواء بسبب القرب من المراكز الحضرية حيث تنجرف الانبعاثات الضارة نحو المتنزهات الوطنية، ويعد الحفاظ على معايير جودة الهواء أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على النظم البيئية وتوفير بيئات نظيفة للزوار.

والآن يتم إعطاء الأولوية لإشراك الزوار فيما يتعلق بالتفاعلات مع الحياة البرية، إذ توفر المتنزهات بشكل متزايد الموارد التعليمية لإعلام الزوار باحترام حدود الحياة البرية والحد من الاضطرابات.

وتشمل هذه الموارد اللافتات والجولات الإرشادية وحتى برامج الحراس التي تهدف إلى تبادل المعرفة حول النظم البيئية المحلية.

ومن المرجح أن يتفاعل الزوار المتعلمون بشكل مسؤول مع الطبيعة.

مع دعوة العديد من المتنزهات الوطنية إلى سياسات تعالج تغير المناخ على المستوى التشريعي، وتشجيعها المواطنين على التواصل مع ممثليهم لدعم التمويل والمبادرات الرامية إلى حماية المتنزهات.