تقارير وتحليلات

نشر في : 29-08-2024

حدثت في : 2024-08-30 15:01:36

بتوقيت ابوظبي

أحمد جمال أحمد

تخزين 16 غيغا طن سنوياً

تخزين 16 غيغا طن سنوياً

توصلت أبحاث جديدة لحدود مدى السرعة التي يمكننا بها توسيع نطاق التكنولوجيا لتخزين غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون تحت سطح الأرض.

وبحسب الموقع الرسمي لكلية لندن الإمبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب "إمبريال كوليدج" بالمملكة المتحدة المسؤولة عن الدراسة، تعتمد السيناريوهات الدولية الحالية للحد من الانحباس الحراري العالمي إلى أقل من 1.5 درجة بحلول نهاية القرن، على التقنيات التي تزيل ثاني أكسيد الكربون (CO2) من الغلاف الجوي للأرض بشكل أسرع من إطلاقه من قبل البشر.

وهذا يعني إزالة ثاني أكسيد الكربون بمعدل 1-30 غيغا طن سنويًا بحلول عام 2050.

ومع ذلك، كانت التقديرات الخاصة بالسرعة التي يمكن بها نشر هذه التقنيات تخمينية للغاية. والآن، تُظهر النتائج التي توصلت إليها دراسة جديدة أجراها باحثون من "إمبريال كوليدج" بلندن أن التوقعات الحالية من غير المرجح أن تكون قابلة للتطبيق بالمعدل الحالي للنمو.

ووجدت الدراسة أنه قد يكون من الممكن بحلول عام 2050 تخزين ما يصل إلى 16 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض كل عام. ومع ذلك، فإن الوصول إلى هذا الهدف يتطلّب زيادة هائلة في سعة التخزين والتوسع على مدى العقود المقبلة، وهو أمر غير متوقع بالنظر إلى الوتيرة الحالية للاستثمار والتطوير والنشر.

ومع سعي حكومة المملكة المتحدة إلى وضع بريطانيا بصفتها قوة عظمى في مجال الطاقة النظيفة، وتوسيع نطاق التقاط الكربون وتخزينه والاستثمار فيه، تؤكد الدراسة أهمية مواءمة المبادرات الطموحة مع الأهداف الواقعية حول مدى سرعة تخزين ثاني أكسيد الكربون بأمان تحت الأرض.

ونشرت النتائج في مجلة Nature Communications. وقد أنشأ فريق من قسم علوم الأرض والهندسة في إمبريال كوليدج نماذج تظهر مدى سرعة تطوير أنظمة تخزين الكربون ونشرها، مع مراعاة توفر الجيولوجيا المناسبة، والقيود التقنية والاقتصادية للنمو.

وبينما تشير النتائج إلى أنه من الممكن الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على نطاق واسع، فإنها تشير أيضًا إلى أن المسار لتحقيق ذلك والمساهمة من المناطق الرئيسية قد يختلفان عما تتوقعه النماذج الحالية، بما في ذلك تلك الواردة في تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC).

وقال المؤلف الرئيسي للبحث، يوتينغ تشانغ، من قسم علوم الأرض والهندسة في "إمبريال كوليدج": "هناك العديد من العوامل التي تلعب دورًا في هذه التوقعات، بما في ذلك السرعة التي يمكن بها ملء الخزانات بالإضافة إلى قضايا جيولوجية وجغرافية واقتصادية وتكنولوجية وسياسية أخرى. ومع ذلك، ستساعدنا نماذجنا في فهم كيف قد تؤثر حالة عدم اليقين في سعة التخزين، والاختلافات في القدرة المؤسسية عبر المناطق، والقيود المفروضة على التنمية على خطط المناخ والأهداف التي وضعها صناع السياسات".

وقال المؤلف المشارك الدكتور صمويل كريفور، من قسم علوم الأرض والهندسة في "إمبريال كوليدج" أيضًا: "على الرغم من أن تخزين ما بين 6 و16 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا لمعالجة تغير المناخ أمر ممكن من الناحية الفنية، فإن هذه التوقعات المرتفعة أكثر غموضًا من التوقعات المنخفضة، وذلك لأنه لا توجد خطط قائمة من الحكومات أو اتفاقيات دولية لدعم مثل هذا الجهد واسع النطاق".

وتابع "مع ذلك، من المهم أن نضع في الاعتبار أن 5 غيغا طن من الكربون التي تدخل الأرض لا تزال مساهمة كبيرة في التخفيف من تغير المناخ".

وأضاف بقوله: "توفر نماذجنا الأدوات اللازمة لتحديث التوقعات الحالية بأهداف واقعية حول كيفية وأين ينبغي تطوير تخزين الكربون في العقود القليلة المقبلة".