قصص

نشر في : 28-05-2024

حدثت في : 2024-06-09 12:39:55

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

تعاني الكثير من الدول من مشكلة ندرة المياه؛ لكن دول الجنوب هي الأكثر تأثرًا اليوم أو في المستقبل.

تشتمل دول الجنوب العالمي على الدول التي لم تُساهم تاريخيًا في انبعاثات الغازات الدفيئة المتسببة في الاحتباس الحراري الذي يشهده عالمنا اليوم، لكنها تحملت العواقب الاقتصادية والاجتماعية الزائدة الناتجة عن تأثيرات التغيرات المناخية. وما زاد الأمر سوءًا هو تفاقم أزمة ندرة المياه النظيفة في تلك الدول، وهذا ما درسته مجموعة بحثية من جامعة أورتخت في هولندا، ووجدوا أنّ 55% من سكان العالم؛ يعيشون في مناطق تعاني من ندرة المياه النظيفة لمدة شهر على الأقل سنويًا، ونشر الباحثون ما توّصلوا إليه في دورية «نيتشر كلايمت تشانج» (Nature Climate Change) في 23 مايو/أيار 2024. 

ندرة المياه 

وهو مصطلح يعبر عن صعوبة وصول بعض البشر للمياه الصالحة للشرب وممارسة النظافة الأساسية في الحياة سواء في المنازل أو المدارس أو مؤسسات الرعاية الصحية، ويترتب على ذلك فشل في أنظمة الصرف الصحي وازدياد خطر الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة. 

والحقيقة أنّ هناك الكثير من المناطق في منطقتنا العربية تعاني أيضًا من ندرة المياه، خاصة مع طبيعة المنطقة الجافة، من أبرز تلك الدول: الجزائر، ليبيا، تونس، الأردن، فلسطين، الكويت، البحرين، قطر، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، اليمن. 

محاكاة! 

استخدم الباحثون أحدث النماذج لكمية ونوعية المياه، وحللوها جيدًا؛ لتقييم ندرة المياه العالمية في الحاضر والمستقبل، ومدى تأثرها بالتطورات الاجتماعية والاقتصادية والتغيرات المناخية. ومن خلال التقييم، وجد الباحثون أنّ 55% من البشر يسكنون مناطق تعاني من نقص المياه النظيفة لمدة شهر سنويًا، ووفقًا لتقييمهم، ستزداد تلك النسبة إلى 66% بحلول نهاية القرن الواحد والعشرين. 

الجنوب الأكثر تأثرًا

وفي حين أنّ الدول الشمالية مثل في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، ستعاني من نقص كمية المياه لبضعة أشهر من العام. نجد أنّ الدول النامية، ستعاني من ندرة المياه لفترة أطول خلال العام، وخاصة في دول الجنوب العالمي، وذلك بسبب تأثرها بالتغيرات المناخية. بالإضافة إلى عوامل أخرى، مثل الزيادة السكانية وتدهور جودة المياه.

شدد مؤلفو الدراسة على ضرورة تسليط الضوء على جودة ونوعية المياه؛ لأنّ في أغلب الأوقات، عند البحث عن ندرة المياه، يكون التركيز على كمية المياه، لا يهتم الكثيرون بدراسة جودة المياه أو دمجها في استراتيجيات التخفيف من ندرة المياه. خاصة وأنّ الجودة عنصر مهم وحاسم في سلامة البشر والأنظمة البيئية.