قصص

نشر في : 02-09-2024

حدثت في : 2024-09-02 15:50:08

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

اتضح أنّ الأطفال أكثر قلقًا مما كنا نظن بشأن تبعات التغيرات المناخية على المياه.

تعاني الكثير من دول العالم من ندرة المياه، وهذا يؤثر في حصة الفرد من المياه، ويعود سلبًا على المزروعات والحياة عمومًا؛ فالماء هو سر الحياة كما يُقال. ومع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، تفاقمت أيضًا مشكلة ندرة المياه. وهنا يبرز السؤال الأهم، ما هي الفئات الأكثر قلقًا بشأن المياه؟ حسنًا، في الحقيقة هناك الكثير من الفئات، لكن كشفت دراسة حديثة منشورة في دورية "إنترناشيونال جورنال أوف إيرلي تشايلدهود" (International Journal of Early Childhood) في 6 مايو/أيار 2024، عن أنّ الأطفال يشعرون بالقلق في ظل أزمة ندرة المياه. 

مسؤولية 

في أثناء مؤتمرات الأطراف المعنية بتغير المناخ، نلاحظ وجود جناح خاص بالشباب والأطفال، في محاولة لإدماجهم في العمل المناخي والمسؤولية التي تقع على عاتق هذا الجيل من الشباب والأطفال باتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومكافحة التغيرات المناخية؛ للحفاظ على الكوكب.

وعادةً يكون التركيز على الشباب أكثر من الأطفال؛ خاصة أنهم أكثر وعيًا وإدراكًا للأمور من حولهم، وأشارت العديد من الأبحاث إلى أنّ الشباب صاروا أكثر وعيًا، حتى إنه وفقًا للأمم المتحدة، هناك واحد من بين كل 5 شباب، يشعرون بالقلق بسبب التغيرات المناخية، ويطالبون بتعزيز التعليم المناخي؛ ليزداد فهمهم حول المناخ، ويبدأوا بالعمل على إيجاد حلول له؛ كنوع من المشاركة. 

يقع على عاتق المعلمين أن يدعموا الطلاب والأطفال للتعرف على تغير المناخ وكيفية الاستجابة له. لكن، ليس هناك اهتمام كبير بالأطفال في سن مبكرة، والذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و4 سنوات. لذلك، قررت المجموعة البحثية التركيز على تلك الفئة الصغيرة سنًا، ومعرفة مدى تأثرهم ووعيهم بالقضايا المناخية. 

وجهات النظر 

تمثلت فكرة الدراسة في فهم وجهات نظر الأطفال، واختاروا 3 أماكن في دول مختلفة، النرويج وتنزانيا ونيوزيلندا، وقضوا في كل موقع 4 أيام، وكانوا يصطحبون الأطفال بالقرب من المناظر الطبيعية المائية المحيطة بهم، والتي يدركونها جيدًا، وحدثوهم حول تلك المناظر الطبيعية المائية، وما قد يحدث لها مع التغيرات المناخية، وبدأ الأطفال يطرحون وجهات نظرهم. 

وجد الباحثون أنّ الأطفال كانوا يشعرون بالقلق حول المياه وجودتها، ومدى ملاءمتها لتعيش فيها الأسماك؛ حتى إنّ بعض الأطفال كانوا يشعرون بنوع من الإرهاق والمسؤولية الشديدة تجاه التغيرات المناخية وحماية المياه. وكانت هذه فرصة رائعة لتشجيعهم على الاستجابة والتصرف تجاه تلك الأزمة. 

على الرغم من المشاعر السلبية المرتبطة بالقلق، فإنّ الباحثين يرون أنه مهم لتعزيز شعور المسؤولية والحاجة الملحة لإلهام العمل من أجل التغير المناخي. ويرى الباحثون أنّ المعلم تقع على عاتقه مسؤولية أكبر، تتمثل في إشراك الأطفال في أنشطة مناخية وكذلك المناهج الدراسية، وتعزيز مبدأ العمل الجماعي؛ لإيصال رسالة مفادها بأنّ العمل من أجل المناخ يحتاج إلى جهود جماعية. وأنهم قادرون حقًا على مواجهة التحديات التي ينتظرها العالم في ظل الاحترار العالمي.