قصص

نشر في : 04-09-2024

حدثت في : 2024-09-05 15:32:25

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

تتسبّب الرطوبة في تعزيز نمو الأمراض على النباتات، ما يهدد الأمن الغذائي.. فما القصة؟

اعتدنا سماع كلمة "الرطوبة" في نشرات الطقس، وهي مصطلح يُعبر عن كمية المياه في الهواء، وفي أغلب الأحيان، لا نهتم بها كثيرًا، على الرغم من أنها تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الهواء الجوي من حولنا، وتؤثر في طبيعة الحياة، بل إنها أيضًا تُسهم في انتشار الأمراض وتهدد المحاصيل الزراعية، التي هي العمود الفقري للأمن الغذائي. وفي هذا الصدد، عملت مجموعة بحثية متخصصة في علم الأحياء الدقيقة على دراسة تأثير ارتفاع نسبة الرطوبة في الهواء الجوي على نشاط نوع من البكتيريا، تُسمى "السالمونيلا المعوية"، واسمها العلمي (Salmonella enterica)، ووجدوا أنّ الرطوبة تُعزز انتشارها بين النباتات، ما يُسلط الضوء على أبعاد الرطوبة على غذاء البشر. ونشر الباحثون نتائجهم في دورية "أبلايد آند إنفيرونمنتال ميكروبيولوجي" (Applied and Environmental Microbiology) في 29 أغسطس/آب 2024. 

استفادة

من المعروف أنّ السالمونيلا من مسببات الأمراض البشرية؛ إذ تُشير التقديرات إلى أنها تُصيب ما بين 200 مليون ومليار إنسان. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، تُصيب نحو 1.2 مليون شخص سنويًا. لكنها أيضًا قادرة على إصابة النباتات بالعدوى، وتعيش في التربة لفترات طويلة، بل وتستفيد من التغيرات البيئية والعدوى البكتيرية الأخرى الموجودة بالنباتات لتعزيز نشاطها، لكن لم تكن هناك معلومات كافية عن تداخل العوامل البيئية مع قدرتها على النشاط. الأمر الذي عمل الباحثون على استكشافه.

تغير المناخ 

يُسهم التغير المناخي في تعزيز نشاط بكتيريا سالمونيلا الأمعاء؛ إذ تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري، ما يعني ارتفاع متوسط درجات الحرارة على سطح الأرض، وهناك مناطق ترتفع فيها نسبة الرطوبة أيضًا. وهذا هو العامل الذي ركز عليه الباحثون؛ فبكتيريا سالمونيلا الأمعاء تستطيع الاستفادة من عدوى البكتيريا الأخرى التي تصيب النباتات، ما يساعدها على البقاء والثبات لأطول فترة ممكنة، وهذا يُمثل خطرا على صحة النباتات. وهذا أمر سيئ بالطبع. لكن، ماذا إذا كانت الرطوبة تزيد الأمر سوءًا، وتعزز بقاء السالمونيلا؟ هذا بالتحديد ما وجده العلماء. بالإضافة إلى ذلك، وجدوا أنّ النباتات الصحية التي لا تعاني من عدوى بكتيريا، لكنها في مواقع رطبة، على أنها بيئة مثالية لنمو ونشاط بكتيريا السالمونيلا. 

كيف؟ 

حسنًا، هناك نوع من البكتيريا، يُسمى (Xanthomonas hortorum pv. vitians)، وهي تسبب بقعًا في نبات الخس، وهو مرض مدمر له، واكتُشفت تلك البكتيريا قبل 100 عام تقريبًا. أراد الباحثون التأكد فيما كانت مرتبطة بتطور مرض سالمونيلا الأمعاء على الخس، في ظل الرطوبة المرتفعة. لذلك أجروا عدة تجارب. وتضمنت: نبات الخس، وبكتيريا (Xanthomonas hortorum pv. vitians)، وبكتيريا السالمونيلا المعوية، مع تغيير درجات الرطوبة بين المنخفضة والمرتفعة. 

وجد الباحثون أنّ أوراق الخس التي تعاني من بكتيريا (Xanthomonas hortorum pv. vitians)، تدعم بقاء ونمو بكتيريا السالمونيلا المعوية. لكن مع إضافة عامل ارتفاع نسبة الرطوبة، تزداد سرعة نمو بكتيريا السالمونيلا المعوية. 

خلص مؤلفو الدراسة إلى الأثر السلبي لانتشار الأمراض وتعزيز نموها على النباتات؛ نتيجة التغيرات المناخية، ما يؤثر في نهاية الأمر على غذائنا، ويهدد مستقبل الأجيال القادمة، ما يؤكد الحاجة إلى اتباع سياسات أكثر صرامة لحل أزمة المناخ.