قصص

نشر في : 13-08-2024

حدثت في : 2024-08-16 13:02:41

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

يمكن لغبار الصحراء الكبرى أن يؤثر في الطقس في الولايات المتحدة، فكيف ذلك؟

تقع الصحراء الكبرى في شمال أفريقيا، وتغطي مساحة تُقدر بنحو 9 ملايين كيلومتر مربع، وتشغل بذلك ما يقرب من ثُلث القارة، التي تبلغ مساحتها نحو 30.2 مليون كيلومتر مربع، وهي ثاني أكبر قارة في العالم بعد آسيا، وعند النظر على أي خريطة، نجد أنّ الصحراء الكبرى تشغل أجزاء كبيرة من بعض الدول، على سبيل المثال: مصر، وليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا، والنيجر، والسودان، وتشاد، والصحراء الغربية. 

لكن اتضح أنّ غبار تلك الصحراء، التي تبعد عن قارة أمريكا الشمالية مسافة المحيط الأطلسي، ترتبط بشكل ما بهطول الأمطار الناتجة عن الأعاصير المدارية على ساحل الخليج الأمريكي وولاية فلوريدا، أي أنّ ذلك الغبار في الصحراء الكبرى بأفريقيا يُنظم الطقس في أمريكا الشمالية. وهذا ما كشفت عنه مجموعة بحثية من جامعة ستانفورد، ونشرت نتائجها في دورية "ساينس أدفانسيس" (Science Advances) في 24 يوليو/تموز 2024. 

للتغيرات المناخية يد 

تشتهر الأعاصير كونها إحدى أكثر الظواهر الطقسية تدميرًا، وتقود إلى أمطار غزيرة وفيضانات تُزهق الأرواح وتقضي على الأخضر واليابس. لذلك، يهتم العلماء والباحثون بدراستها؛ لفهمها جيدًا، وبالتالي تعزيز طرائق التنبؤ بها. في السابق، كان الاهتمام منصبًا على عوامل معينة للتحكم في الأعاصير، مثل: درجات الحرارة والرطوبة، لكن لم يلق عامل "غبار الصحراء" الاهتمام الكافي من قبل. 

وعند النظر إلى حالة الغبار القادم من الصحراء الكبرى عبر المحيط الأطلسي، فقد وجدت دراسات سابقة أنّ كمية هذا الغبار قد تنخفض بصورة كبيرة خلال العقود المقبلة، علمًا بأنّ أعمدة الغبار العملاقة القادمة من الصحراء الكبرى المتجهة نحو أمريكا الشمالية تمنع تكوّن الأعاصير فوق المحيط، ما يؤثر في طقس أمريكا الشمالية. لذلك، عمل الباحثون على تطوير نموذج للتعلم الآلي، يمكنه التنبؤ بهطول الأمطار في وجود الأعاصير، مستخدمين بيانات لـ19 عامًا، من الأرصاد الجوية والأقمار الصناعية. ويرى مؤلفو الدراسة أنّ هطول الأمطار سيزداد في تلك الحالة بسبب الأعاصير نتيجة التغيرات المناخية التي يعاني منها العالم اليوم. 

كيف يؤثر الغبار في الإعصار؟ 

حسنًا، ببساطة، يمكن لجزيء الغبار تعزيز تشكل السحب الجليدية في قلب الإعصار، وبالتالي يزداد هطول الأمطار. من جانب آخر، قد يمنع الغبار الإشعاع الشمسي، فتنخفض درجات حرارة سطح البحر حول العاصفة، فيضعف الإعصار. 

ويرى مؤلفو الدراسة أنه ما زالت هناك بعض الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات بخصوص الرابط بين تأثيرات التغيرات المناخية في تدفقات الغبار من الصحراء الكبرى ونتائج ذلك فيما يتعلق بالأعاصير. لتدارك الخسائر في المستقبل، واتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من التغيرات المناخية.