قصص

نشر في : 16-08-2024

حدثت في : 2024-08-16 22:24:47

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

بينما يتبع البشر مجموعة من السياسات المناخية، كشفت مجموعة بحثية عن حاجتنا إلى سياسات أقوى لتجنب الوصول إلى نقطة اللاعودة.

خرج "اتفاق باريس" إلى النور في 12 ديسمبر/كانون الأول من العام 2015، مع اختتام مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الحادية والعشرين (COP21)، في العاصمة الفرنسية باريس. وهو من أهم اتفاقات العمل المناخي. ومن أبرز أهدافه، عدم تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات الحرارة في عصر ما قبل الصناعة بحلول 2030. والوصول إلى صافي الصفر بحلول 2050. لكن، ترتفع درجات الحرارة العالمية بصورة غير مسبوقة، حتى سجل عام 2023، أعلى درجات الحرارة، وصارت سنة 2023 هي الأكثر حرارة. وهذا يعني اقترابنا من نقطة اللاعودة أو التحوّل، وبعدها لا يعود الوضع كما كان من قبل. 

نقطة اللاعودة 

وهنا يبرز السؤال الأهم، إلى أي مدى قد اقتربنا من نقطة اللاعودة؟ اجتمع على إجابة هذا السؤال مجموعة بحثية دولية، وخرجوا بدراسة تقول إنّ تغيرات المناخ الناتجة عن الأنشطة قد تتسبب في زعزعة استقرار عناصر اللاعودة، وتلك العناصر هي مناطق على سطح الأرض تتأثر عند حدوث تغيرات ولو بسيطة جدًا في متوسط درجات الحرارة، بعبارة أخرى، إنها عناصر شديدة الحساسية للتغيرات المناخية، وعند حدوث تغيرات فيها وتصل إلى نقطة اللاعودة؛ ستؤثر في الأرض بشكل ملحوظ؛ أي أنها قادرة على إحداث كوارث بعد اللاعودة، ويصعب السيطرة عليها. من ضمن تلك العناصر: الصفائح الجليدية، وأنماط دوران المحيطات، وغيرهما. ونشر الباحثون دراستهم التي تحذر من الإخلال باتفاق باريس وتجاوز عتبة الـ1.5 درجة مئوية في دورية "نيتشر كوميونيكاشن" (Nature Communication) في 1 أغسطس/آب 2024. 

تقييم 

أجرى الباحثون تقييمًا لمخاطر التحول أو تجاوز نقطة اللاعودة في ظل السياسات المناخية المتخذة اليوم، على 4 نماذج لعناصر اللاعودة، وأشاروا إلى المخاطر المحتملة في ظل اتباع تلك السياسات المناخية القائمة، ووجدت حساباتهم أنّ خطر اللاعودة أو التحول سيكون بنسبة 45% بحلول 2300، وسيزداد مع كل 0.1 درجة مئوية مع تجاوز عتبة الـ1.5 درجة مئوية، ويتسارع هذا الخطر بقوة عند الوصول إلى ذروة الاحترار بتجاوز 2 درجة مئوية. 

لذلك، يرى مؤلفو الدراسة ضرورة كبيرة في تحقيق صافي انبعاثات غازات الدفيئة على الأقل بحلول 2100، لتقليل مخاطر تجاوز نقطة اللاعودة على المدى الطويل؛ حتى لا يتأثر الجيل القادم. كما أكد الباحثون أنّ العمل على خفض انبعاثات غازات الدفيئة خلال هذا القرن مهم لاستقرار الكوكب.