لا شك أن القلق بشأن المناخ هو أمر حقيقي للغاية، ولكن الأخبار الجيدة في عام 2024 تثبت أن هناك أمل لكوكبنا وأنه لازال باستطاعنا إنقاذ الأرض وجعلها صالحة للعيش.

ورغم أن هناك الكثير مما يدعو إلى القلق عندما يتعلق الأمر بأزمات المناخ والطبيعة، فلا ينبغي للبشر أن يفقدوا الأمل - لأن اليأس يولد اللامبالاة.

ويرى العديد من الخبراء والعلماء أن إثارة الاهتمام ودق ناقوس الخطر بشأن المناخ أمر غاية في الأهمية، ولكن في الوقت نفسه يجب عدم إثارة حالة الذعر واليأس والتداول المفرط لمنطق القلق البيئي، والهلاك المناخي، الرهبة الوجودية البيئية لأن هذه المصطلحات قد تحلق رد فعل عكسي.

ومن منطلق أن لوسائل الإعلام تلعب دورًا مهمًا في مكافحة حالة الطوارئ المناخية، وبث روح اللون الأخضر لنظهر الأمل يستعرض "نداء الأرض" عدد من القصص المناخية والبيئية التي تدعو للأمل في 2024 .

أوروبا والحد من النفايات

انطلاقا من 2023، شهد العالم ابتكارات بيئية وإنجازات الخضراء وانتصارات المناخية خاصة عقب النجاح التاريخي لمؤتمر الاطراف Cop28 الذي استضافته دولة الإمارات وتمخض عن "اتفاق الإمارات" الذي حمل نتائجا غير مسبوقة تتعلق بكل نطاقات العمل المناخي.

ومن القصص الإيجابية في 2024 موافقة أعضاء البرلمان الأوروبي على قانون للحد من التدفق المتزايد لنفايات التعبئة والتغليف.

واعتمد أعضاء البرلمان الأوروبي لائحة جديدة لنفايات التغليف والتعبئة (PPWR) والتي تم وصفها بأنها واحدة من أكثر الملفات التي تم الضغط عليها لتمريرها عبر الجمعية في السنوات الأخيرة.

ينص القانون الجديد - الذي أيده 476 مشرعًا من مختلف الأحزاب الرئيسية، مع تصويت 129 ضده وامتناع 24 عن التصويت - على أن المتوسط ​​السنوي الذي يبلغ حوالي 190 كجم من الأغلفة والصناديق والزجاجات والكرتون والعلب التي يتم التخلص منها سنويًا من قبل كل مواطن في الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون خفض بنسبة 5 في المائة حتى عام 2030.

أهداف القانون الأوروبي الجديد

في السنوات الأخيرة، كانت نفايات التعبئة والتغليف في ارتفاع، مع زيادة إجمالي الاتحاد الأوروبي من 66 مليون طن في عام 2009 إلى 84 مليون طن في عام 2021.

وقد دفع هذا الاتجاه المثير للقلق برلمان الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتهدف التدابير المقترحة إلى جعل التعبئة والتغليف أكثر استدامة، والحد من النفايات، ومواءمة قواعد السوق الداخلية.

ومن خلال اعتماد هذا التحديث التشريعي، يهدف الاتحاد الأوروبي إلى معالجة قضية النفايات المتزايدة باستمرار، وتعزيز الاقتصاد الدائري، وخلق مستقبل أكثر استدامة.

كيف سيعمل القانون؟

ترجمة الدول الأوروبية البلدان للمجموعة شاملة من القوانين التي تهدف إلى منع النفايات وصياغتها في قوانين وطنية، يعني تعزيز الإصلاح وتصميم المنتجات التي من المفترض أن تستمر لفترة أطول.

وسيكون على الاتحاد الأوروبي التزامات جديدة المتعلقة بالنفايات من التوجيه الإطاري للنفايات (WFD)، وتوجيه مدافن النفايات (LD)، وتوجيه نفايات التغليف والتعبئة (PPWD)، وتوجيه المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد (SUP).

 

وحسب منصة (RLG) غير الربحية التي تقدم نفسها باعتبارها أداة حماية للامتثال البيئي وتمكين للاقتصاد الدائري، ا نربط أصحاب المصلحة عبر سلسلة القيمة اللوجستية العكسية، تشمل الالتزامات الأوروبية الجديدة:

تقليل التغليف:

 تقترح هذه اللوائح أهدافًا طموحة لتقليل التغليف. بحلول عام 2030، سيتم تحديد خفض إلزامي بنسبة 5%، ثم يرتفع إلى 10% بحلول عام 2035 ثم إلى 15% بحلول عام 2040. وتظهر هذه الأهداف، التي تم الاتفاق عليها مؤقتا مع المجلس، التزاما جماعيا بالتقليل من الأثر البيئي وتعزيز الممارسات التجارية المستدامة.

 

حظر المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد:

اعتبارًا من 1 يناير 2030، سيتم التخلص التدريجي من بعض أنواع العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. وتمثل هذه الخطوة تحولاً من الاعتماد على المواد غير القابلة للتحلل إلى تبني البدائل الصديقة للبيئة. تواجه الشركات تكييف استراتيجياتها وفقًا لهذه اللوائح والمساهمة في مستقبل أكثر اخضرارًا.

 

تعزيز خيارات إعادة الاستخدام وإعادة التعبئة:

بالإضافة إلى أهداف التخفيض، تحفز اللوائح اعتماد خيارات إعادة الاستخدام وإعادة التعبئة للمستهلكين. وتغطي الأهداف المحددة لعام 2030 قطاعات مختلفة، بما في ذلك تعبئة المشروبات الكحولية وغير الكحولية، والنقل، وتغليف المبيعات، والتعبئة المجمعة. علاوة على ذلك، فإن المؤسسات التي تقدم المشروبات والوجبات الجاهزة ملزمة بتزويد المستهلكين بخيار إحضار حاوياتهم الخاصة، وتعزيز ثقافة الاستدامة.

 

اعتماد التغليف القابل لإعادة التدوير:

بموجب التدابير الجديدة، يجب أن تستوفي جميع العبوات معايير صارمة حتى يتم اعتبارها قابلة لإعادة التدوير. ويؤكد هذا التحول نحو المواد القابلة لإعادة التدوير على أهمية الإدارة المسؤولة للنفايات والحفاظ على الموارد. إن الحد الأدنى من أهداف المحتوى المعاد تدويره للتغليف البلاستيكي وأهداف إعادة التدوير حسب وزن نفايات التعبئة والتغليف تعزز الالتزام بمبادئ الاقتصاد الدائري.

 

جمع المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد:

بحلول عام 2029، سيتم تحديد مقياس لجمع 90٪ من عبوات المشروبات البلاستيكية والمعدنية ذات الاستخدام الواحد (حتى حجم ثلاثة لترات) بشكل منفصل. تستخدم هذه المبادرة أنظمة إرجاع الودائع لضمان جمع وإعادة تدوير نفايات التغليف بكفاءة، مما يقلل من تأثيرها البيئي.

 

 

رحلة الاستدامة

بينما تبدأ أوروبا هذه الرحلة نحو الاستدامة، تعمل هذه اللوائح بمثابة حافز للتغيير الإيجابي.

ومن خلال الحد بشكل جماعي من التعبئة والتغليف، وحظر المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وتعزيز خيارات إعادة الاستخدام وإعادة التعبئة، وتبني المواد القابلة لإعادة التدوير، وتنفيذ أنظمة فعالة لجمع النفايات، تعظي الأمل وتمكن من تمهيد الطريق لمستقبل أكثر خضرة واستدامة.