قصص

نشر في : 12-08-2024

حدثت في : 2024-08-13 14:21:24

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

اتضح أنّ الاعتماد على الإنتاج المحلي للغذاء أكثر فاعلية في مكافحة التغيرات المناخية.

عادةً ما تكون حركة الاستيراد والتصدير والتجارة الدولية بصورة عامة نشطة بين دول العالم المختلفة، لعل أبرز ما تتاجر به الدول بينها وبين بعضها، هو الغذاء. لكن مع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، وبحث البشر عن حلول من أجل التخفيف والتكيف مع آثار التغيرات المناخية؛ تأتي دراسة حديثة أجرتها مجموعة بحثية من معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان التطوري، تُؤكد المنافع الاقتصادية والبيئية لإنتاج الغذاء محليًا بدلًا من المستورد في منطقة مستوطنة إيتوفيالويت (Inuvialuit Settlement) في القطب الشمالي بكندا؛ حيث يعيش السكان الأصليون، وهذا يوفر نحو 3.1 مليون دولار كندي سنويًا، كما تقل كمية غازات الدفيئة المنبعثة، ونشر الباحثون نتائجهم في دورية (PNAS) في 29 يوليو/تموز 2024. 

ماذا فعلوا؟

على الرغم من أنّ السكان الأصليين منتشرون في جميع أنحاء العالم تقريبًا، فإنّه في كثير من الأحيان لا يتم إدماج اقتصاداتهم المحلية ضمن إحصائيات الاقتصاد الرسمية، وبالتالي يتم تجاهلهم في سياسات مكافحة التغيرات المناخية، خاصة أنّ تلك المجتمعات متنوعة في اقتصادها، منها: أنشطة الصيد وجمع الثمار. كما تشهد تغيرات مفاجئة بسبب التغيرات المناخية. 

لذلك قرر الباحثون تقدير الأهمية الاقتصادية والبيئية في عملية إنتاج الغذاء المحلي. واستخدموا بيانات من دراسة للحصاد في المنطقة أُجريت عام 2018، وحسبوا الوزن الإجمالي للمحصول الصالح للأكل للأغذية التي ينتجها المزارعون خلال عام واحد. 

من جانب آخر، قام الباحثون بحساب تكلفة الأغذية الأخرى من بدائل السوق، والتي تكافئ هذه الأغذية المزروعة محليًا، مثل: اللحوم والأسماك المستزرعة. وجمعوا البيانات لتقدير انبعاثات الكربون المرتبطة بإنتاج وشحن البدائل إلى مجتمعات القطب الشمالي في كندا. كما استطاعوا تقدير كمية البنزين المستخدمة لكل كيلوغرام من الغذاء المحصود، منها كمية البنزين المستخدم في إنتاج الغذاء المحلي. 

مخرجات 

توصل الباحثون من خلال حساباتهم إلى أنّ اعتماد السكان الأصليين على بدائل السوق المستوردة، يُكلفهم نحو 3.1 مليون دولار كندي، ويتسبب في انبعاثات تزيد على 1000 طن من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا. 

أما في حال اعتمادهم على الغذاء المحلي فتُقدر التكلفة بنحو 295 ألف دولار كندي، بانبعاثات دفيئة تتراوح بين 317 و496 من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا. 

وبذلك، يرى مؤلفو الدراسة أنّ حصاد الغذاء محليًا يكون أكثر كفاءة من الناحية الاقتصادية وأقل إنتاجًا لغازات الدفيئة، حتى وإن كان يعتمد على الوقود الأحفوري في بعض المراحل. وهذه الحالة أفضل بكثير من الاعتماد على سلاسل التوريد التي تتأثر مراحلها بالتغيرات المناخية. 

ويدعو الباحثون إلى أهمية إدماج إنتاج الغذاء المحلي في سياسات العمل المناخي، للتكيف مع التغيرات المناخية والوصول إلى نتائج فعّالة تحمي الكوكب وصحة البشر في المستقبل. من جانب آخر، تعزيز الأمن الغذائي، خاصة مع استمرار التعداد السكاني في الزيادة بمرور السنوات، ومعه زيادة احتياجاتهم للغذاء.