قصص

نشر في : 22-08-2024

حدثت في : 2024-08-23 12:58:21

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

يُعد النيتروجين من العناصر الرئيسية على سطح الأرض، بل إنّ هناك دورة أساسية من الدورات البيوجيوكيميائية.

وتُسمى دورة النيتروجين، وفيها يتحرك عنصر النيتروجين في المحيط الحيوي بين التربة والغلاف الجوي. وهو أحد العناصر الرئيسية المكونة لغاز الاحتباس الحراري "أكسيد النيتروز"، وغالباً ينتج هذا الغاز بسبب بعض الأنشطة البشرية مثل احتراق الوقود الأحفوري والأنشطة الزراعية، بالإضافة إلى بعض الغازات الملوثة الأخرى، مثل الأمونيا، وأكاسيد النيتروجين المختلفة، التي تُسهم في تلوث الهواء وتُلحق الضرر بالنظم البيئية. 

وفي هذا الصدد، درست مجموعة بحثية دولية كيف يمكن لتدخلات النيتروجين أن تعزز جودة الهواء عبر تحسين ظروف احتراق الوقود الأحفوري، وتعزيز كفاءة استخدام النيتروجين الزراعي، والحد من فقد الغذاء وهدره. وجد الباحثون أنّ هذا يقلل من حالات الوفيات المبكرة، الناتجة عن تلوث الهواء، خاصة في عالم يتزايد فيه الطلب العالمي على الغذاء والطاقة، ونشر الباحثون نتائجهم في دورية "ساينس أدفانسيس" (Science Advances) في 16 أغسطس/آب 2024. 

التداخلات النيتروجينية 

وهو مصطلح يُشير إلى توظيف إمكانات التكنولوجيا وسياسات تخفيف التلوث الناتج عن النيتروجين، من أجل تعزيز جودة الهواء والحفاظ على النظم البيئية، أو بعبارة أخرى، تعزيز عملية إدارة النيتروجين وتصميم سياسة أكثر فاعلية في السيطرة على تلوث الهواء. بالتالي تحسين الصحة العامة، وتعزيز أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. 

عمل الفريق البحثي على إنشاء نموذج تقييمي، يجمع بين نماذج جودة الهواء وسياسات تخفيف النيتروجين المستقبلية؛ لمعرفة كيف يمكن للإجراءات والتدابير الطموحة أن تسهم في تقليل تلوث الهواء أو إلحاق الضرر بالنظم البيئية. 

نتائج

أظهرت نتائج الباحثين أنّ تداخلات النيتروجين الطموحة يمكنها أن تحقق كثيرا من النتائج الإيجابية، لعل أبرزها خفض انبعاثات أكاسيد النيتروجين والأمونيا عالميًا بنسبة 40%، و52% بحلول عام 2050، مقارنة بمستويات عام 2015. 

هذا من شأنه تقليل تلوث الهواء، ما يساعد الكثير من المناطق حول العالم على تحقيق الأهداف المؤقتة لمنظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى تقليل أعداد حالات الوفاة المبكرة بنحو 817 ألف حالة. من ناحية أخرى، تقل الخسائر في المحاصيل، وتحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة بهدف تنفيذها بحلول 2030. 

من جانب آخر، يرى الباحثون أنه في حال عدم اتخاذ تدابير مناسبة لخفض الانبعاثات الناتجة عن النيتروجين، فهذا من شأنه أن يتسبب في تفاقم الضرر البيئي بحلول 2050، وستتضرر آسيا وأفريقيا بصورة خاصة.