يُهدر البشر -من غير قصد- الكثير من المواد الغذائية في المنزل؛ فما الحل؟

وفقًا لـ"منظمة الصحة العالمية" (WHO)؛ فإنّ هناك نحو 828 مليون إنسان حول العالم يعانون من المجاعات.

في الوقت نفسه، تُقدر كميات الغذاء المفقودة أو المهدرة بما يتراوح بين 25 و30% من إجمالي الغذاء المنتج، ما يسهم بنسبة 8 إلى 10% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية. وبذلك؛ فإنّ إهدار الطعام هو ثالث أكبر مصدر للانبعاثات بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين. وعادةً تنتشر مشكلة هدر وفقدان الطعام في البلدان ذات الدخل المتوسط والمرتفع. وفي أثناء فعاليات مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين (COP28) في إكسبو دبي بالإمارات العربية المتحدة، خرج «إعلان الإمارات في COP28 بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية القادرة على الصمود والعمل المناخي»، الذي شدد على ضرورة الحد من فقدان وهدر الطعام. 

في المنزل 

هناك كميات كبيرة من الطعام تُهدر في المنزل بشكل خاص. لذلك، نقدم بعض الطرائق الفعّالة لتقليل إهدار وفقد الطعام من المنزل.

1- التخطيط الجيد 

اشتر المواد الغذائية فقط عند الحاجة، وليس من الضروري أن تنجرف خلف العروض التسويقية، وتشتري المزيد من الطعام، وتكتشف بعد ذلك أنك لست في حاجة إليه، وينتهي بها الأمر في نهاية المطاف إلى مكب النفايات. لذلك، عليك إعداد قائمة محددة بالمشتريات، وتخطيط جدول الطعام على مدار الأسبوع. في النهاية، تجد أنك قد وّفرت مبالغ مالية كبيرة، كانت تُهدر في شراء المواد الغذائية الزائدة عن الحاجة، كما أنها فرصة مذهلة للتخطيط لنظام غذائي أكثر صحة. 

2- تخزين فعّال 

من أبرز الأسباب وراء إهدار الطعام، هي سوء التخزين. لذلك، يجب الانتباه على طريقة تنظيم الثلاجة أو أماكن تخزين الطعام في منزلك، وتناول الطعام بعد ذلك بشكل صحي، ما يقلل هدر الطعام، وبدلًا من أن ينتهي به الحال مهدورًا بدون جدوى، يستفيد منه جسمك. 

3- الطبخ مهارة 

تمامًا من أي مهارة أخرى؛ فالطبخ مهارة. لذلك، نجد هناك من يتميزون فيها ويشرعون في مشاريع المطاعم، ويحققون نجاحًا ساحقًا. وكثيرون منهم عندما يُسألون عن وصفة وجبة ما، تأتي الإجابة: "إنه سر الوصفة"، لديهم الكثير من الأسرار، لدرايتهم بتأثير 1 جرام من الملح على مذاق الطعام. لذلك، من الضروري أن تُتقن مهارة الطبخ، وإن لزم الأمر أن تحصل على بعض الدورات في فن الطبخ؛ فهذا يُمكنك من معرفة احتياجاتك وعدم إهدار المكونات، واستخدامها بما يتلائم مع احتياجاتك. 

4- تاريخ الصلاحية 

تُهدر الكثير من الأطعمة والمواد الغذائية لعدم الانتباه إلى تاريخ الصلاحية. لذلك، من الضروري مراقبة تاريخ الصلاحية. ويمكن الاستعانة بأدوات رقمية؛ لإعداد قائمة بالمواد الغذائية في الثلاجة، وإعطاء تنبيهات من حين إلى آخر، بشأن صلاحيتها، أو كتابة ورقة بشكل يدوي بقائمة الأطعمة الموجودة في الثلاجية وتاريخ صلاحيتها ثم لصقها على الثلاجة. 

بينما يعاني الكثير من البشر بسبب الجوع، هناك كميات كبيرة من الطعام تُهدر يوميًا، يمكنك المشاركة في إنقاذ المواد الغذائية، والمساهمة في تقليل البصمة الكربونية، ستجد نفسك رابحًا بكل حال من الأحوال.