قصص

نشر في : 18-08-2024

حدثت في : 2024-08-19 12:43:00

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

يُقدر العلماء أنّ عملية إعادة التشجير، يمكنها إزالة كميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون عن الكميات المقدرة سابقًا 10 مرات.

تحظى عملية إعادة التشجير بأهمية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، فهي من الحلول الرئيسية لظاهريتن مهمتين: التصحر وإزالة الغابات، وهما تتسببان في الكثير من الخسائر، لعل أبرزها فقدان ملايين الأنواع النباتية والحيوانية لموائلها، ما يعرضها للانقراض، وتتفاقم المخاطر مع ظاهرة الاحترار العالمي. ومع سعي العالم لإيجاد حلول لهذه الظاهرة، والتخلص من ثاني أكسيد الكربون، تأتي عملية إعادة التشجير بمثابة أحد الحلول المنقذة. 

لذلك، يبحث العلماء في مدى فاعلية عملية إعادة التشجير في إزالة غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. وهنا كشفت دراسة حديثة عن أنّ عملية إعادة التشجير يمكنها إزالة كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، التي تعادل 10 مرات الكمية المقدرة سابقًا من الغلاف الجوي وبتكاليف أقل؛ إذ درس الباحثون طريقتين شائعتين لإعادة التشجير، وهما: التجديد الطبيعي والزرع، ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية "نيتشر كلايمت تشانج" (Nature Climate Change) في 24 يوليو/تموز 2024. 

توازن 

وجد الباحثون أنّ إعادة التشجير تسهم في عزل كميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون وبتكلفة أقل من الغابات التي يُترك لها المجال للنمو مرة أخرى بصورة طبيعية؛ فتلتقط ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي للقيام بعملية البناء الضوئي، وتخزنه، ما يسهم في تقليل الغازات الدفيئة ومكافحة التغيرات المناخية.

ولتحقيق التوازن، يرى الباحثون ضرورة في تعزيز عملية إعادة التشجير، وفي الوقت نفسه ترك مساحة للغابات الطبيعية أن تنمو، وهذا يعني تجنب إزالة الغابات؛ فهذا سيُساعد أيضًا في تلبية احتياجات المجتمعات من الغابات.

من جهة أخرى، يمكن عزل المزيد من ثاني أكسيد الكربون عند دعم الطريقتين معًا، وهو أفضل بكثير من دعم إعادة التشجير فقط أو ترك الغابات لتنمو فقط. 

حافز 

وفي ظل التزامات المؤسسات والشركات المختلفة بخفض انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن أنشطتها، تأتي عملية إعادة التشجير حافزا يساعدها في تسديد بعض من مدفوعاتها عن غازات الدفيئة الزائدة عن الحد المسموح لهم به، وتحقيق مساهماتها المحددة؛ للتخفيف من التغيرات المناخية.  

من جانب آخر، وضع الباحثون خريطة توضح طريقة إعادة التشجير المناسبة لكل مكان بحسب التكلفة والموقع، بهدف مساعدة الحكومات والمؤسسات على وضع خطط أكثر فاعلية فيما يتعلق بعملية إعادة التشجير. كل هذا في محاولة لدعم استراتيجية التخفيف من آثار التغيرات المناخية، والتي باتت أزمة عالمية.