قصص

نشر في : 20-08-2024

حدثت في : 2024-08-20 23:40:50

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

تمر ملايين ومليارات السنين، لكن الصخور لا تزال محتفظة بمعلوماتها المناخية.

يستدل العلماء على ماضي الأرض عبر السجل الأحفوري، الذي يضم الكثير من المعلومات والبيانات حول مناخ الأرض وطبيعة نظامها البيئي المتغير على مدار ملايين السنين. لذلك، يسعى علماء الحفريات طوال الوقت لتعزيز السجل الأحفوري ودعمه بالبيانات والمعلومات المناخية اللازمة؛ فهذا يساعدنا في التنبؤ بمستقبل الحياة على الأرض، وكذلك طبيعة المناخ. وفي هذا الصدد، راحت مجموعة بحثية دولية لتكتشف معلومات مناخية جديدة، كانت مخبأة في تكوينات بعض الصخور على مدار ملايين السنين. ونشروا نتائجهم في دورية "جيوتشيميكا إت كوزموتشيميكا أكتا" (Geochimica et Cosmochimica Acta) في 1 يوليو/تموز 2024. 

تحديات 

عادةً يجد العلماء المؤشرات الدالة على طبيعة المناخ في الحقب الزمنية المختلفة عبر فحص العينات الطبيعية من مصادر مختلفة، مثل الجليد أو حلقات الأشجار أو الصخور. وتُعد الصخور الرسوبية هي الاختيار الأمثل عند البحث عن معلومات خاصة بالمناخ منذ ملايين أو مليارات السنين. لكن يواجه العلماء بعض التحديات في تلك الأبحاث بعيدة المدى؛ بسبب التغييرات اللاحقة التي تتعرض لها الصخور، ما يجعلها في حالة أشبه بالتشوه. 

تحدٍ آخر يواجه العلماء، وهو أنّ الصخور القديمة عادةً ما تكون مدفونة على أعماق كبيرة تُقدر بالكيلومترات تحت الأرض، ومن المحتمل أن تتعرض للسوائل الساخنة في العمق، ما يؤدي إلى تغيرات في المعلومات المناخية التي تحملها تلك الصخور. بالإضافة إلى ذلك، عندما ترتفع الصخور من الأعماق إلى السطح، تتأثر بالطقس. كل ذلك يؤثر سلبًا في المعلومات المناخية، وربما تصبح الصخور غير مفيدة. 

اكتشاف 

اكتشف العلماء معلومات مناخية في صخور عمرها 380 مليون سنة، على الرغم من مرورها بتغيرات مستمرة -كما ذكرنا- وحصلوا على العينات من منطقة تُسمى "هاغن-هوهنليمبورغ" (Hagen-Hohenlimburg) في ألمانيا، واستطاعوا بناء نماذج بمعلومات مناخية للبحر الضحل في أثناء حقبة العصر الديفوني، الذي امتد بين 419.2 حتى 358.9 مليون سنة مضت، وذلك بعد أن حللوا الكثير من عينات الصخور بصورة منهجية. 

وتحليل العلماء لمثل تلك الصخور أمر مهم، فقد مكنهم من التعرف على الكثير من الأحداث الجيولوجية المهمة، مثل: انفتاح شمال الأطلسي في العصر الجوراسي، وارتفاع جبال الألب، وغيرها من المعلومات. وتأتي نتائج الدراسة بفوائد كثيرة، لعل أبرزها استخدام تلك الصخور الموجودة في الأعماق للحصول على الطاقة الحرارية الأرضية، ما يعزز جهود العالم لتحول الطاقة.