قصص

نشر في : 05-09-2024

حدثت في : 2024-09-12 15:25:02

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

تتعرّض المدن الساحلية لمخاطر التغيرات المناخية بصورة غير مسبوقة؛ فكيف يتعامل البشر مع ذلك؟

لدينا الكثير من المدن الساحلية البارزة في وطننا العربي، على سبيل المثال: الإسكندرية في مصر، واللاذقية في سوريا، وبيروت في لبنان، وغيرها. تتمتع كل تلك المدن بأهمية استراتيجية كبرى، خاصة في الاقتصاد، فهي تضم الموانئ التجارية، وتسهل حركة الشحن الدولي. وتلك المدن أيضًا هي الأكثر عرضة لآثار التغيرات المناخية، نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر، مع ذوبان الجليد عند القطبين أو من غرينلاند، وغيرها من التضاريس الجليدية على سطح الأرض. 

تحتاج المدن الساحلية أن تتسلح بأساليب التكيف الفعّالة، تجنبًا للخطر المحدق بها. لذلك، سعت مجموعة بحثية دولية لتقييم جهود التكيف التي تتخذها تلك المدن؛ لمعرفة ما إذا كانت كافية لمواجهة التغيرات المناخية أم لا. ووجدوا أنّ التدابير المناخية غالبًا غير كافية. ونشروا نتائجهم في دورية "نيتشر سيتيز" (Nature Cities) في 26 أغسطس/آب 2024.

تحليل

أراد الباحثون تحليل الحالة الحالية للتدابير المناخية المتعلقة بجهود التكيف التي تتخذها المدن الساحلية حول العالم، وتقييم ما إذا كانت كافية أم تحتاج إلى تطوير. وبحثوا في 199 مدينة ساحلية في 54 دولة مختلفة، ونظروا في العوامل المناخية المهددة لتلك المدن، مثل: العواصف، والفيضانات، والحرارة، وارتفاع منسوب سطح البحر، وغيرها من العوامل الأخرى. من جانب آخر، فحصوا في أثناء التحليل العوامل الأخرى، مثل: البنية التحتية، والنظم البيئية في المدينة، وحالة السكان. 

غير كافية 

وجد الباحثون أنّ التدابير المتخذة غير كافية، خاصة مع ارتفاع منسوب سطح البحر، واندلاع الفيضانات والأعاصير والعواصف. كما لاحظوا أنّ الحلول المبتكرة والتخطيط العمراني الهادف إلى التكيف موجود في البلاد الشمالية المتقدمة، مثل أمريكا الشمالية ودول أوروبا، في حين تفتقر إليها الدول الفقيرة، بالإضافة إلى ذلك، لم تكن هناك حلول للسكان والمؤسسات المتضررة بآثار التغيرات المناخية. 

وجد الباحثون أيضًا أنّ خطط التكيف في أغلب الأحيان لا تأخذ عوامل مهمة بعين الاعتبار، وتركز على عوامل محددة. على سبيل المثال، هناك اهتمام كبير بخطط التكيف مع المخاطر الطبيعية، مثل الفيضانات والأعاصير وارتفاع درجات الحرارة، في حين لا يوجد اهتمام بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بالسكان أو الحلول اللازمة لإعادة توطينهم وتأمينهم في حال غرق المدن التي يعيشون فيها، خاصة أنّ النزوح المناخي له الكثير من التبعات، ويُسبب ضغطًا على الموارد وكثافة سكانية، ما يعود سلبًا على الاقتصاد. 

الأبحاث مهمة!

تتركز أغلب الأبحاث على الشمال العالمي، وهو الأكثر تقدمًا وثراءً. لذلك، يدعو مؤلفو الدراسة إلى ضرورة دعم الأبحاث في مناطق الجنوب العالمي، فهذا يُعزز قدرتنا على مكافحة أزمة المناخ بسرعة وفعّالة، عند إجراء الأبحاث في جميع أنحاء العالم، وليس التركيز على أجزاء معينة.