قصص

نشر في : 11-08-2024

حدثت في : 2024-08-13 14:21:38

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

تلعب تيارات أعماق البحار دورًا محوريًا في حركة المغذيات وتخزين الرواسب في القاع.

يمكننا التماس حالة الطقس في الغلاف الجوي من حولنا، لكنّ هناك عالما آخر تحت سطح البحر، هناك في الأعماق، حيث تعيش الكثير من الكائنات البحرية، التي تواجه طقسًا خاصًا بتلك المناطق، وهنا يبرز السؤال الأهم: كيف يبدو هذا الطقس؟ وفي محاولة للإجابة عن ذلك السؤال تعاونت مجموعة بحثية دولية للبحث في رصد التغيرات الطارئة على حركة التيارات في البحار، ولاحظوا التعقيدات المرتبطة بعملية الرصد وحركات التيارات، ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية "نيتشر جيوساينس" (Nature Geoscience) في 25 يوليو/تموز 2024. 

أرشيف للماضي

قاع البحر هو المكان الذي تستقر فيه المواد العضوية والملوثات والرواسب من مختلف العصور. لذلك، يرى العلماء أنه بمثابة أرشيف للماضي، يضم مخزونًا من المعلومات المتعلقة بالمناخ والكوارث الطبيعية، ويمكن الاستدلال منه على المخاطر المستقبلية. وعادةً تتحرك الرواسب والمواد الأخرى في أعماق البحار عبر التيارات القريبة من القاع، التي حاول الباحثون تتبعها وملاحظتها لفهم مسارات الجزيئات المحمولة في تلك التيارات، وبالتالي الوصول إلى صورة أوضح للمعلومات المناخية في ذلك الأرشيف، ومواجهة المستقبل بها. 

تيارات بحرية

يجد العلماء بعض التحديات في مراقبة التيارات البحرية كل واحد على انفراد، فمنها التيارات المدفوعة بالجاذبية، ومنها تيارات مدفوعة بالتباين الحراري الملحي، لكن تمكنت التطورات العلمية الحديثة في تمكين العلماء من مراقبة كل منها بشكل فردي. مع ذلك، هناك حاجة كبيرة لتطوير أنظمة القياسات؛ لتعزيز فهمنا عن طرائق انتقال الجسيمات في أعماق البحار. 

استخدم الباحثون بيانات ومعلومات لنحو 4 سنوات من 34 مرساة لأجهزة المراقبة عند ساحل موزمبيق، لمراقبة حركات التيارات القريبة من القاع، ولاحظوا أنّ التيارات التي رصدوها القريبة من القاع يمكنها حمل الرواسب وتوزيعها عبر القاع، لكن هناك الكثير من التعقيدات المتعلقة برصد حركة التيارات ونقل الجزيئات عبر الأعماق، وإعادة بناء الظروف الجيولوجية القديمة. 

يؤكد مؤلفو الدراسة ضرورة المراقبة المستمرة لتيارات أعماق البحار، وبناء العديد من البيانات والمعلومات حولها؛ لفهم المزيد حول المحيط وتقلباته. بالإضافة إلى حركة المواد الغذائية التي تعتمد عليها الكائنات البحرية، وكذلك الإنسان الذي يعتمد على المياه ومواردها بأنواعها المختلفة في الحصول على غذائه وشحن البضائع والكثير من المنافع الأخرى. لذلك يسعى العلماء دائمًا لفهم طبيعتها والتغيرات الطارئة عليها.