قصص

نشر في : 20-05-2024

حدثت في : 2024-05-22 15:22:48

بتوقيت ابوظبي

مصطفى شعبان

التكيف هو آلية عمل للتعامل مع التأثيرات الحتمية لأزمة المناخ، فعلى سبيل المثال، تعمل البلدان في أوروبا على تعزيز الدفاعات الساحلية مثل الجدران البحرية وحواجز الصواعق.

ويشير إلى التكيف على سبيل المثال مع آثار تغير المناخ مثل زراعة أشجار المانغروف لمكافحة ارتفاع منسوب مياه البحر أو زراعة الأشجار في المدن لخفض درجات الحرارة.

ففي سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في اكتشاف حرائق الغابات، وفي البرازيل وإيطاليا وإسبانيا، تساعد إنترنت الأشياء في إدارة استخدام المياه في الزراعة.

 

 

ووضع العالم هدف موحد بشأن التكيف يطلق عليه "Global Goal for Adaptation" ويشار إليه اختصارا بالأحرف (GGA)) وهو التزام جماعي تم إنشاؤه بموجب اتفاقية باريس التي عقدت أثناء مؤتمر الأمم المتحدة 21 للتغير المناخي في باريس في 2015 ويهدف إلى دفع العمل السياسي وتمويل التكيف على نفس نطاق التخفيف.

 

التكيف هدف عالمي أطلقته اتفاقية باريس للمناخ

 

فجوة التكيف

 

نشر برنامج الأمم المتحدة للبيئة مؤخرا مسودة مشروع أممي بشأن التكيف أشار إلى أنه لم يُحرَز تقدم يذكر بشأن الهدف العالمي للتكيف على مدى السنوات الست الماضية، وحث المشروع البلدان المتقدمة على مضاعفة التمويل من مستويات عام 2019 بحلول عام 2025.

في المقابل كشف تقرير فجوة التكيف لعام 2023 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي ينظر في التقدم المحرز في تخطيط إجراءات التكيف وتمويلها وتنفيذها، أن تمويل التكيف يجب أن يصل إلى 194-366 مليار دولار سنويا.

ومع ذلك انخفضت تدفقات تمويل التكيف العامة المتعددة الأطراف والثنائية إلى البلدان النامية بنسبة 15% لتصل إلى 21 مليار دولار أمريكي في عام 2021.

وأصبح التكيف من الموضوعات الحيوية على أجندة المناخ العالمية ومرتمرات الاطراف لتغير المناخ خاصة بعد أن أظهر عام 2023 ارتفاعات غير مسبوقة لمؤشرات درجات الحرارة، بينما تسببت العواصف والفيضانات والجفاف وموجات الحر في الدمار.

وعدم كفاية الاستثمار والتخطيط بشأن التكيف مع المناخ يترك العالم مكشوفا، كما تكشف الأرقام أن التقدم في التكيف مع المناخ يتباطأ في الوقت الذي ينبغي أن يتسارع فيه للحاق بهذه الآثار المتزايدة لتغير المناخ.

 

 

 

التكيف العالمي في أرقام

 

  • - احتياجات البلدان النامية من تمويل التكيف تبلغ من 10إلى 18 ضعف احتياجات تدفقات التمويل العام الدولية، وهذا أعلى بنسبة تزيد على 50% من تقدير النطاق السابق.
  • - تقدر التكاليف النموذجية للتكيف في البلدان النامية بنحو 215 مليار دولار أمريكي سنويا في هذا العقد
  • - يقدر تمويل التكيف اللازم لتنفيذ أولويات التكيف المحلية بنحو 387 مليار دولار سنويا.
  • - انخفضت تدفقات تمويل التكيف العامة المتعددة الأطراف والثنائية إلى البلدان النامية بنسبة 15% لتصل إلى 21 مليار دولار أمريكي في عام 2021.
  • - نتيجة لتزايد احتياجات تمويل التكيف وتعثر التدفقات، تقدر الفجوة الحالية في تمويل التكيف الآن بما يتراوح بين 194 و366 مليار دولار سنويا.
  •  

مخاطر تراجع التكيف المناخي

 

تخطيط التكيف وتنفيذه آخذ في الثبات، وهذا الفشل في التكيف له آثار هائلة على الخسائر والأضرار، ولا سيما بالنسبة للفئات الأكثر ضعفا.

ولكن مع تسارع التأثيرات المناخية، فإن الفجوة المالية لجهود التكيف أكبر بنسبة 50% على الأقل مما كان يعتقد، ويؤدي الفشل في تعزيز التكيف إلى آثار هائلة بشأن الخسائر والأضرار.

ويتباطأ التقدم في التكيف مع المناخ على جميع الجبهات في الوقت الذي ينبغي أن يتسارع للحاق بآثار ومخاطر تغير المناخ المتزايدة.

ويظهر تقرير فجوة التكيف فجوة متزايدة بين الحاجة والعمل عندما يتعلق الأمر بحماية الناس من التطرف المناخي.

ويؤكد أن العمل لحماية الناس والطبيعة أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى".

ونتيجة للاحتياجات المتزايدة لتمويل التكيف وتعثر التدفقات، تقدر الفجوة الحالية في تمويل التكيف الآن بما يتراوح بين 194 و366 مليار دولار سنويا.

 

التكيف هدف عالمي أطلقته اتفاقية باريس للمناخ

 

زيادة التمويل

 

إذا كانت الاحتياجات المالية للبلدان النامية الآن 10-18 ضعفا حجم تدفقات التمويل العام الدولي، فإن الفجوة المتزايدة ناتجة عن ارتفاع احتياجات التكيف وتعثر تمويل التكيف.

وهناك 7 طرق لزيادة التمويل، حددتها تقارير الجهات الدولية المعني بالمناخ بما في ذلك الإنفاق المحلي والتمويل الدولي وتمويل القطاع الخاص وتشمل أيضا السبل الإضافية التحويلات المالية:

  • زيادة التمويل وتكييفه للمشاريع الصغيرة والمتوسطة
  • إصلاح الهيكل المالي العالمي على النحو الذي اقترحته "مبادرة بريدجتاون".
  • تنفيذ المادة 2.1 (ج) من اتفاق باريس بشأن تحويل تدفقات التمويل نحو مسارات تنمية منخفضة الكربون ومقاومة للمناخ.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالته حول التقرير الدولي بشأن فجوة المناخ: "الأرواح وسبل العيش تزهق وتدمر، ويعاني الضعفاء أكثر من غيرهم".

وتابع "نحن في حالة طوارئ للتكيف. يجب أن نتصرف على هذا النحو. واتخاذ خطوات لسد فجوة التكيف الآن".

وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: ""تخبرنا آثار تغير المناخ المكثفة أنه يجب على العالم أن يخفض انبعاثات غازات الدفيئة على وجه السرعة وأن يزيد من جهود التكيف لحماية السكان الضعفاء. لا يحدث أي منهما".

وأضافت: "حتى لو توقف المجتمع الدولي عن إطلاق جميع غازات الدفيئة اليوم، فإن اضطراب المناخ سيستغرق عقودا حتى يتبدد".