قصص

نشر في : 10-06-2024

حدثت في : 2024-06-13 09:05:48

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

قد يتدخل التغير المناخي في وجبات الحيتان والأحياء البحرية الأخرى؛ فما القصة؟

اتضح أنّ الحيتان تساهم في التخفيف من آثار التغيرات المناخية عن طريق تخزين الكربون في أجسامها ونقل العناصر الغذائية إلى باقي السلسلة الغذائية في عالم المحيطات، علمًا بأنّ المحيطات تمتص ما يزيد عن 30% من إجمالي انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، ما يجعلها بالوعة كربونية، لكن يبدو أنّ تأثيرات الاحترار العالمي قد امتدت إلى الحيتان وتتدخل في وجباتها؛ فقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها مجموعة بحثية من جامعة جريفيث الاسترالية أنّ التغيرات المناخية قد تهدد النظام الغذائي للحوت الأحدب، الملقب أيضًا بـ"جمل البحر"، في منطقة نصف الكرة الأرضية الجنوبي. ونشر الباحثون نتائجهم في دورية "ساينس أوف ذا توتال إنفيرونمنت" (Science of The Total Environment) في 2024.

دورة الحياة 

تعيش الحيتان الحدباء في المحيطات، وتتمتع بدورة حياة مميزة، تتطلب منها التكاثر في المناطق الاستوائية ثم الهجرة نحو الجنوب، حيث المناطق الباردة التي يتوفر فيها غذائها المفضل وهو الكريل، وقد تُضطر الحيتان الحدباء أن تسافر لمسافات طويلة قد تزيد عن 8 آلاف كيلومتر، وهي بذلك تقطع مسافة كبيرة نسبيًا بالنسبة للثدييات البحرية الأخرى. ويتطلب نمط الهجرة هذا غذاءً مناسبًا ليمدها بالطاقة اللازمة للحركة تلك المسافات الطويلة، والماكريل هو النظام الغذائي المناسب؛ لأنه يمدها بمحتوى عالٍ من الدهون. 

تهديدات

ولإجراء التجربة، جمع الباحثون عينات من دهون وجلود 5 مجموعات مختلفة من الحيتان الحدباء عند منطقة نصف الكرة الأرضية الجنوبية، خلال شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول عام 2019،  بالقرب من مناطق تكاثرها قبالة البرازيل وغرب وشرق آسيا وكولومبيا وكاليدونيا الجديدة. بينما جمعوا عينات الماكريل من مناطق التغذية بين شهري يناير/كانون الثاني ومارس/آذار 2019. 

بعد ذلك، أجرى الفريق البحثي تحليلًا للأحماض الدهنية في العينات التي جمعوها من الحيتان الحدباء والكريل. وكان الغرض من ذلك هو معرفة مدى تأثر غذاء الحيتان بالتغيرات المناخية الحاصلة، ما ينعكس عليه سلبًا. خاصة وأنّ الغذاء المفضل للحيتان الحدباء -الكريل- يتوفر بغزارة في المناطق التي تهددها التغيرات المناخية بصورة واضحة، هناك بالقرب من القطب الجنوبي حيث تنهار الأنهار الجليدية بسبب الحرارة المرتفعة وترتفع درجات حرارة المياه عن قبل. 

ووجد الباحثون أنه ربما لم يتأثر غذاء الحوت الأحدب بصورة واضحة، لكن مستقبل تلك المنطقة التي يتوفر فيها غذائه مهدد بالاحترار العالمي وتبعته، ويرون أنّ هذا يمثل تهديدًا لتلك الحيتان؛ خاصة وأنّ الكريل هو الغذاء الأمثل له. 

والأمر لا يتوقف عن مصادر الغذاء فقط؛ فالمحيطات التي تعيش فيها الحيتان مهددة بسبب التغيرات المناخية أيضًا، ويتمثل ذلك في زيادة درجة الحموضة وارتفاع حرارة المياه، وتواتر موجات الحر، وفقدان التنوع البيولوجي. كل هذا يقود في النهاية إلى فقدان المحيطات لقدرتها على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، ما يزيد الاحترار العالمي. لذلك، من الضروري اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع التغيرات المناخية.