قصص

نشر في : 18-06-2024

حدثت في : 2024-06-20 13:54:06

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

يُهدد أكسيد النيتروز الأهداف المناخية؛ فكيف ذلك؟

يسيطر غاز ثاني أكسيد الكربون على المشهد عند الحديث عن الغازات الدفيئة المتسببة في الاحتباس الحراري، لكن هناك غازات أخرى أقوى في التأثير، مثل أكسيد النيتروز، والذي يعادل تأثيره الحراري 265 مرة تأثير ثاني أكسيد الكربون، وعادةً ما يبقى في الغلاف الجوي في المتوسط لمدة 121 سنة. ونظرًا لتزايد معدلات انبعاثاته خلال العقود الماضية، اتحدت مجموعة بحثية مكوّنة من  نحو 58 باحثًا من 55 منظمة من 15 دولة مختلفة حول العالم؛ للحصول على تقديرات لمعدلات انبعاثات أكسيد النيتروز الناتجة عن الأنشطة البشرية. 

ووجدوا أنّ انبعاثات غاز أكسيد النيتروز قد ارتفع بنسبة 40% خلال آخر 4 عقود، ووصلت إلى ذروتها بين عامي 2020 - 2022، ما يعود سلبًا على الأهداف المناخية، ونشر الباحثون تقريرًا بعنوان "الميزانية العالمية لأكسيد النيتروز (1980 إلى 2020)"، في دورية "إيرث سيستم ساينس داتا" (Earth System Science Data)، في 11 يونيو/حزيران 2024. 

الأنشطة البشرية 

اعتمدت الدراسة على قياسات أكسيد النيتروز التي أُجريت خلال آخر 4 عقود، وكذلك نماذج لدورة النيتروجين العالمية في المحيطات وأنظمة المياه العذبة والغلاف الجوي والأنظمة الأرضية الأخرى. ووجدوا أنّ أكبر مصدر للانبعاثات كان القطاع الزراعي؛ بسبب الإفراط في استخدام الأسمدة النيتروجينية وروث الحيوانات، إضافة إلى زيادة مستويات النيتروجين من الحقول إلى المياه، ما أدى إلى زيادة انبعاثات أكسيد النيتروز من البرك والبحيرات ومصادر المياه. 

من جانب آخر، وجد الباحثون أنّ انبعاثات أكسيد النيتروز من المصادر الطبيعية مثل التربة والمحيطات، ظلت مستقرة نسبيًا خلال العقود الأخيرة، ما يؤكد أنّ الأنشطة البشرية لعبت الدور الحاسم في تلك القضية. 

تغير المناخ 

قاد هذا إلى زيادة هائلة في انبعاثات أكسيد النيتروز في الغلاف الجوي، ما يساهم في التغيرات المناخية، بل ويمتد الأمر إلى تدمير طبقة الأوزون التي تحمي الأرض وأشكال الحياة عليها من الأشعة فوق البنفسجية. وهناك تحدٍ مرتبط بعدم توافر التكنولوجيا اللازمة لإزالة أكسيد النيتروز من الغلاف الجوي. 

3 سنوات ذروة 

ولاحظ الباحثون أنه خلال 3 سنوات تحديدًا بين عامي 2020 إلى 2022، كانت هناك زيادة مفرطة في تركيزات أكسيد النيتروز الناتجة عن الأنشطة البشرية؛ وقد سجلوا أعلى نسبة للغاز في الغلاف الجوي بين عامي 2020 و2021 بنسبة تزيد عن 30%، بينما أعلى نسبة كانت في 2022، بزيادة 25% عن مستويات ما قبل الصناعة. وهذا يتجاوز التقديرات السابقة. 

من أجل الأهداف المناخية

وفي حين أنّ أغلب دول العالم، تجتمع كل عام في مؤتمرات الأطراف المعنية بالتغيرات المناخية (COP)، من أجل البحث عن حلول للتغيرات المناخية وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، يقف أكسيد النيتروز عائقًا أمام تلك الأهداف المناخية؛ إذ وجد الباحثون أنّ انبعاثات أكسيد النيتروز الناتجة عن الأنشطة البشرية، تحول دون تحقيق هدف اتفاق باريس البارز، والذي يهدف إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، بحلول عام 2030.

محاولات 

بالفعل تحاول بعض البلدان الحد من انبعاثات أكسيد النيتروز، مثل: الصين والولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا أيضًا. وهناك الكثير من المبادرات لخفض النيتروجين في مناطق مختلفة من العالم. 

مع ذلك، ما زالت انبعاثات أكسيد النيتروز في زيادة مستمرة، وهو ما يحذر منه الباحثون، ويدعون إلى ضرورة الحد من انبعاثاته؛ حتى لا يتعارض مع الأهداف المناخية.