قصص

نشر في : 21-06-2024

حدثت في : 2024-06-24 13:41:00

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

يتفاقم الاحترار العالمي بمرور الوقت دون رادع؛ فما المنتظر خلال السنوات القادمة؟

التمس البشر آثار الاحترار العالمي خاصة خلال السنوات الأخيرة، ما أثنى معظم منكري التغيرات المناخية عن موقفهم، وفي كل يوم تكشف الدراسات العلمية عن جديد فيما يتعلق بأزمة التغير المناخي، ولدينا الآن على الطاولة دراسة تقول أنّ الاحترار العالمي الناتج عن الأنشطة البشرية، يتسبب في رفع متوسط درجات الحرارة العالمية بمعدل 0.26 درجة مئوية كل عقد، وهو أعلى معدل في السجلات التاريخية، وفقًا للتقرير السنوي الثاني لمؤشرات تغير المناخ العالمي، والذي أُجري بقيادة جامعة ليدز بالمملكة المتحدة، وساهم فيه ما يزيد عن 50 عالمًا حول العالم. 

عمل العلماء على تتبع الاتجاهات طويلة المدى للانبعاثات الناتجة عن الأنشطة البشرية، ولتقديم رؤية واضحة قبل انطلاق مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته التاسعة والعشرين (COP29)، والذي من المقرر عقده في باكو بأذربيجان في نوفمبر/تشرين الثاني القادم. ونُشر التقرير في دورية "إيرث سيستم ساينس داتا" (Earth System Science Data) في 5 يونيو/حزيران 2024. 

ارتفاع الحرارة 

وجد العلماء أنّ متوسط درجات الحرارة العالمية قد ارتفع إلى 1.19 درجة مئوية مقارنة بمستويات عصر ما قبل الصناعة بين عامي 2014 إلى 2023. وهذا ارتفاع أكبر من الزيادة المسجلة بين عامي 2013 إلى 2022، والتي تُقدر بـ 1.14 درجة مئوية. ويعزي العلماء هذه الزيادة في درجات الحرارة إلى الأنشطة البشرية. وفي عام 2023 تحديدًا، لعبت ظاهرة النينو دورًا واضحًا في التقلبات المناخية وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية. 

من جانب آخر، وجد العلماء من خلال عوامات المحيطات والأقمار الصناعية التي تتتبع حالة الحرارة في المحيطات، أنّ درجات الحرارة ترتفع بصورة غير مسبوقة. 

ميزانية الكربون تقل

وميزانية الكربون هي مصطلح مناخي يُشير إلى كمية الكربون التي يمكن إطلاقها في الغلاف الجوي حتى عتبة 1.5 درجة مئوية. وفي هذا الصدد، أشار التقرير إلى أنّ ميزانية الكربون المتبقية في بداية 2024 -في المتوسط- هي 200 جيجا طن. علمًا بأنّ "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" (IPCC)، قدرت الميزانية المتبقية في عام 2020 بنحو 500 جيجا طن. 

الكبريت 

أشار التقرير أيضًا إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت، والذي يُعد واحد من الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، والذي عادةً ما تُطلقه البراكين. لكن على الرغم من كونه أحد مسببات التغير المناخي، إلا أنّ منافعه تساهم في  تبريد المناخ عبر عكس أشعة الشمس، ما يقلل من درجات الحرارة، لذلك، يعتبره العلماء أحد وسائل التبريد على سطح الأرض. وقد لعب دورًا مهمًا في تبريد المناخ العام الماضي، لكن يرى العلماء أنّ معدل تبريد الكبريت ينخفض. 

أشار العلماء إلى عدد من العوامل التي تساهم بصورة واضحة في رفع درجات الحرارة، مثل: انبعاثات الوقود الأحفوري، إنتاج الأسمنت، الزراعة، إزالة الغازات، وخفض مستويات انبعاثات الكبريت. كل هذا يساهم في زيادة الاحترار العالمي بمعدل 0.26 درجة مئوية كل عقد، ويعرقل أهداف خفض الانبعاثات والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. والذي أدى إلى تفاقم الكثير من الأحداث، مثل: حرائق الغازات والفيضانات والجفاف وموجات الحر وغيرهم من الظواهر المتطرفة.