قصص

نشر في : 30-04-2024

حدثت في : 2024-04-30 11:07:29

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

مع تفاقم الاحترار العالمي، تنتشر الأمراض بسرعة كبيرة، لذلك راحت مجموعة بحثية تدرس واحد من أخطر الأمراض، وكيفية تأثير التغيرات المناخية عليه، وهو مرض الملاريا.

تُشير بعض الدلائل إلى معاناة الشعوب قديمًا من مصر الملاريا، منها بقايا مصرية قدر العلماء أعمارها بين 3200 إلى 1304 قبل الميلاد، والملاريا هي مرض يسببه طُفيل من جنس البلازموديوم (Plasmodium)، وعادةً ما ينتقل إلى البشر عن طريق لدغات أنثى بعوض الأنوفليس، ولها بعض الأعراض والمضاعفات الصحية التي تنتهي إلى الموت، وعلى الرغم من أنها غير شائعة الانتشار في المناطق ذات المناخ المعتدل، إلا أنّ الشعوب التي تعيش في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية تعاني منها كثيرًا. وما زاد الأمر سوءًا هو الاحترار العالمي الذي أدى لارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية. 

وقد كشفت دراسة حديثة عن زيادة معدلات انتشار الملاريا مع التغيرات المناخية؛ إذ جمع الباحثون بيانات تجريبية جديدة؛ لمعرفة كيفية تأثير درجات الحرارة على خطر انتقال الملاريا في البيئات المختلفة من أفريقيا خاصة، ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية «نيتشر كوميونيكاشنز» (Nature Communications) في 22 أبريل/نيسان 2024. 

خطر! 

ركز الباحثون دراستهم على كيفية انتقال طفيل الملاريا البشرية، واسمها العلمي (Plasmodium falciparum)، مع ارتفاع درجات الحرارة؛ لتقييم مخاطر ذلك في البيئات المختلفة من قارة أفريقيا؛ إذ ينتقل الطفيل عن طريق البعوضة والتي تتأثر أيضًا بارتفاع درجات الحرارة، ويتمثل هذا في زيادة عمرها والفترة ما بين تغذيها على المُضيف المصاب الذي ينقل الطفيل بداخلها إلى أن تصبح مُعدية هي الأخرى، وكذلك قدرتها على نقل المرض. 

وفي الدراسة، أجرى الباحثون عددًا من التجارب المعملية والتي تضمنت تغذية مئات البعوض بالدم المصاب بالطفيل، ثم عرضوها لدرجات حرارة مختلفة؛ لتقييم مدى تطور العدوى داخل البعوض واحتماله للبقاء على قيد الحياة. وحللوا البيانات التي توّصلوا إليها؛ لاكتشاف كيفية تأثير درجات الحرارة على انتقال العدوى عبر 4 مواقع في كينيا. 

ماذا وجدوا؟

وخلص الباحثون إلى أنه في ظل الارتفاع المطرد في درجات الحرارة؛ فقد تزداد احتمالية انتقال العدوى في بعض البيئات، بينما تقل في بيئات أخرى. ولاحظوا أيضًا أنّ الحرارة القصوى قد تحد من تطور الطفيليات داخل البعوض، وهذا يعني أنّ تطور الطفيليات قد يكون أقل حساسية للتغيرات في درجات الحرارة، وهو أمر مختلف عن المعتقدات السابقة في هذا الصدد. 

لذلك، يرى مؤلفو الدراسة أنه من الضروري إعادة النظر في المفاهيم السابقة عن عملية انتشار مرض الملاريا البشري، ما يساهم بشكل كبير في تعزيز طرائق مكافحتها مستقبلًا.