قصص

نشر في : 31-03-2024

حدثت في : 2024-04-01 16:15:06

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

تتأثر الأعشاب البحرية شبه الاستوائية بنزوح الحيوانات العاشبة الاستوائية، وقد كشفت دراسة حديثة عن عدم مرونة تلك الأعشاب.

يبدو أنّ التغيرات المناخية لن تدع الأنواع النباتية أو الحيوانية وشأنها، بحرية كانت أو برية، وربما كلاهما، الأمر الذ قاد مجموعة بحثية دولية لدراسة إلى مدى تأثرت الأعشاب البحرية في المناطق شبه الاستوائية نتيجة انتقال الحيوانات العاشبة الاستوائية إلى هناك؛ هروبًا من الحرارة المرتفعة عند خط الاستواء، خاصة وأنّ الأعشاب البحرية شبه الاستوائية أقل مرونة، ونشر الباحثون ما توّصلوا إليه في دورية «نيتشر إيكولوجي آند إيفوليوشن» (Nature Ecology and Evolution) في فبراير/شباط 2024. 

استكشاف

درس الباحثون نوع من الأعشاب البحرية الممتدة على مسافة 23 خط عرض، وهي عشب السلاحف، وتعيش في مناطق متنوعة، مثل: البحر الكاريبي وخليج المكسيك وغرب المحيط الأطلسي، ما جعلها مثالية للدراسة، وبدأوا يُجرون محاكاة عبر ذلك النطاق الجغرافي، مع الأخذ في الاعتبارات كمية الضوء ودرجات الحرارة وتوافر المواد الغذائية، وكيف يمكن لتلك العوامل أن تُؤثر على استجابة الأعشاب البحرية لنزوح الحيوانات العشبية الاستوائية والاعتماد عليها كمصدر للغذاء. 

ماذا وجدوا؟ 

خلص الباحثون إلى أنّ الأعشاب البحرية شبه الاستوائية، كانت أقل مرونة في مواجهة الرعي الثقيل للحيوانات الاستوائية في شمال خطوط العرض التي درسوها، على عكس نظيرتها من الأعشاب الاستوائية التي أظهرت مرونة أكبر. 

لماذا؟ 

أرجع الباحثون هذا التباين في الاستجابة بين الأعشاب البحرية الاستوائية وشبه الاستوائية إلى أنّ الأعشاب البحرية شبه الاستوائية، تتلقى كميات أقل من الضوء مقارنة بنظيرتها الاستوائية التي تتلقى كمية كبيرة من الضوء، ما يعزز الكربوهيدرات النباتية فيها، ويزيد مرونتها، وتتحمل الحيوانات العاشبة. 

من جانب آخر، تُضطر الحيوانات العاشبة الاستوائية مثل السلاحف البحرية، السفر إلى المناطق التي تُصنف على أنها شبه استوائية؛ بسبب ارتفاع درجات حرارة المياه، ما يزيد الضغط على تلك المناطق شبه الاستوائية بما فيها من موارد. 

أشار مؤلفو الدراسة إلى أنّ المناطق شبه الاستوائية تحتاج إلى اهتمام؛ خاصة وأنها مأوى لأنواع حية كثيرة، ومع تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي، قد يزداد الوضع سوءًا. لذلك، يجب اتخاذ الإجراءات المناسبة بأسرع وقت ممكن، من أجل الحفاظ على البيئة البحرية؛ خاصة وأنها قابلة للتغير في ظل التغيرات الحاصلة حولها بسهولة.