قصص

نشر في : 29-04-2024

حدثت في : 2024-04-29 11:55:04

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

يتوسع البشر في إنشاء الواحات، لكن وجدت دراسة أنّ التغيرات المناخية تسببت في تصحر معظمها.

تشتهر الصحراء بالرمال الصفراء التي لا زرع فيها ولا ماء، لكن في بعض الأحيان، تخترق تلك الصحراء بعض المجاري المائية أو تتدفق إليها المياه الجوفية والتي تستقر في المناطق المنخفضة، فتتحول إلى «واحة»، يسكنها الناس وتعيش فيها الحيوانات والنباتات؛ إذ يعيش فيها 10% من سكان العالم، على الرغم من أنها تشغل مساحة 1% من الأرض، وهي وجهة سياحية لكثير من المسافرين حول العالم، حيث الهدوء والسكينة والأمان. 

واليوم توجد الواحات في 37 دولة حول العالم، تقع 77% منها في قارة آسيا، بينما 13% في أستراليا، والبقية موزعة في البلاد الأخرى. لكن، خرجت دراسة حديثة تقول أنّ الواحات مهددة اليوم بسبب التغيرات المناخية والأنشطة البشرية كذلك. وبالفعل شهدت تقلصًا ملحوظًا خلال آخر 25 سنة، ونشر الباحثون ما توّصلوا إليه في دورية «Earth’s Future» (إيرثس فيوتشر) في 22 أبريل/نيسان 2024. 

توزيع الواحات 

عمل الباحثون على دراسة التوزيع العالمي والتغيرات الطارئة على الواحات؛ استجابة للتغيرات البيئية من حولها والمتمثلة في: الموارد المائية والأنشطة البشرية والتغيرات المناخية. لذلك، لجأوا إلى تحليل بيانات من مشروع الغطاء الأرضي التابع لمبادرة تغير المناخ التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية. وصنفوا سطح الأرض إلى 7 تصنيفات: الغابات، الشجيرات، الأراضي العشبية، الأراضي الزراعية، المياه، المناطق الحضرية، والصحراء. كما استخدموا بيانات الأقمار الصناعية للبحث عن مناطق خضراء داخل الأراضي الصحراوية الجافة، وهي الواحات، ثم تتبعوا التغيرات الطارئة على تلك المواقع على مدار 25 عامًا. 

تمدد وانكماش! 

في الفترة ما بين عامي 1995 إلى 2020، لاحظ الباحثون زيادة مساحة الواحات بما يزيد عن 220149 كيلومتر مربع، ثم خسارة 134300 كيلومتر مربع خلال نفس الفترة، وهذا يعني أنّ صافي الزيادة في مساحة الواحات يبلغ 86500 كيلومتر مربع. 

وترجع الزيادة في مساحة الواحات إلى مشاريع التوسع المتعمد في الواحات عبر ضخ المياه الجارية والجوفية إلى بعض المناطق الصحراوية، ما أدى إلى تحويلها لأراضٍ عشبية وزراعيةا، بينما أتى التصحر ليتسبب في خسارة هذا المقدر الكبير من مساحة الواحات حول العالم. ومن تباعات ذلك أن تأثرت حياة 34 مليون شخص حول العالم. 

الاستدامة 

على الرغم من أنّ التوسع في الواحات له العديد من الإيجابيات، إلا أنّ الباحثين يرون أنه من الضروري الحرص على استدامة الواحات؛ خاصة فيما يتعلق بالموارد المائية، فاستغلال البشر المفرط للمياه الجوفية يؤثر بالسلب على استدامة الواحات. 

يأتي ذلك في ظل التغيرات المناخية التي تتسبب في إذابة الأنهار الجليدية، وهي مصدر مهم للمياه في الواحات. لذلك، يؤكد مؤلفو الدراسة على ضرورة التعاون الدولي لمعالجة ندرة المياه وتعزيز أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة.