فاكهة الفراولة مهددة بالتغيرات المناخية أيضًا.. فما القصة؟

الفراولة، الفاكهة المفضّلة عند كثير من البشر، حتى إذا كانوا مصابين بحساسية منها، صارت في قائمة الأنواع المهددة؛ بسبب خطر التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، خصوصا أنّ محصول الفراولة يحتاج إلى درجات حرارة معينة من أجل النمو، وقد كشفت دراسة، أجرتها مجموعة بحثية من جامعة واترلو ومنشورة في دورية "ساستينابيليتي" (Sustainability) عن الضرر الواقع على الفراولة إذا ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 3 درجات فهرنهايت، إذ يمكن أن يقلل إنتاجية الفراولة بمقدار يصل إلى 40%. 

لماذا محصول الفراولة؟ 

دعك من كونها فاكهة لذيذة، طيبة المذاق؛ للفراولة الكثير من المنافع، ربما أبرزها المنافع الصحية، مثل:

• تعزيز قوة الدماغ؛ لاحتوائها على مضادات الأكسدة التي تقلل الالتهاب الجهازي؛ ما يحفظ الدماغ من مرض ألزهايمر.
• تقوية جهاز المناعة؛ فالفراولة مصدر غني بفيتامين سي "C"، وهو أحد الفيتامينات الضرورية في عملية التئام الجروح، كما أنه مضاد للالتهابات. 
• حماية صحة القلب؛ فالفراولة قد تساعد في الوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغية، وكذلك مرض السكري. 
• إدارة نسبة السكر في الدم؛ فتناول الفراولة يقلل من ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد الوجبة، وهذا إيجابي لصحة مرضى السكري. 

من جانب آخر، فالفراولة من أكثر المحاصيل ربحية، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ بلغت القيمة السوقية لها ما يزيد على 3 مليارات دولار أمريكي عام 2022. وعالميًا يجري إنتاج نحو 9 ملايين طن من الفراولة سنويًا، ما يجعلها من أهم المحاصيل التي تحظى بأهمية اقتصادية كبيرة حول العالم، خاصة أنها تُستخدم في الكثير من الصناعات الغذائية. 

تغيرات المناخ 

مع ذلك، فالفراولة مهددة بالتغيرات المناخية، فهي تنمو في جميع أنحاء العالم تقريبًا، لكن لكل منطقة ظروفها الفريدة، وبعضها متأثر بالتغيرات المناخية، مثل المناطق المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط. لذلك، كان من الضروري دراسة تأثيرات التغيرات المناخية على محصول الفراولة، لوضع استراتيجيات فعّالة للمقاومة والتكيف.

وفي الدراسة، التي أجراها علماء جامعة واترلو، توّصلوا إلى أنه مع ارتفاع درجات الحرارة، تقل وفرة الفراولة وقد تتناقص كمية المحصول بمقدار 40%، في المقابل تزداد تكلفتها، كل ذلك نتيجة التغيرات المناخية. 

تنبؤ! 

استخدم الباحثون القياس الكمي لتأثيرات الشذوذات في درجات الحرارة على محصول الفراولة، وتوّصلوا إلى احتمالية فقدان جزء كبير من المحصول في المستقبل، إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة. تأتي هذه الاستجابة نتيجة الإجهاد الحراري بسبب ارتفاع درجات الحرارة، نتيجة التغيرات المناخية. 

حلول! 

أشار مؤلفو الدراسة أيضًا إلى بعض الحلول، التي قد تسهم في الحفاظ على محصول الفراولة المفضل عند أغلب البشر، تأتي هذه الحلول في سياق الممارسات الزراعية المستدامة، التي تتضمن: تعزيز أنماط الري، لضمان حصول النباتات على الكميات الكافية من المياه في أثناء موجات الحر الشديدة، وتوظيف نباتات التظليل، للتخفيف من الإجهاد الحراري، وغيرهما من الاستراتيجيات التي تحفظ المحاصيل. ويحتاج هذا إلى دعم من صناع القرار والحكومات. 

نحتاج إلى تعميم الممارسات الزراعية المستدامة على جميع المحاصيل الزراعية، ومراقبة تأثيرات شذوذات درجات الحرارة، تجنبًا لأي فقد مستقبلي، ما يعود في النهاية سلبًا على الأمن الغذائي.