قصص

نشر في : 18-05-2024

حدثت في : 2024-05-20 13:47:41

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

كشفت مجموعة بحثية عن العلاقة المعقدة بين التغيرات المناخية والفيروسات.

عانى الإنسان من الفيروسات منذ قديم الزمان، وكان ذلك عبر الأمراض الخطيرة التي تُسببها، خاصة وأنّ الفيروسات كائنات دقيقة جدًا، تُقاس بالميكرون، وعادة ما يتكون الفيروس من مادة وراثية وغلاف بروتيني. على الرغم من صغره المتناهي إلا أنه قد يؤدي بحياة الإنسان عند إصابته بعدوى. ومن المعروف أنّ الفيروسات هي الكيان البيولوجي الأكثر وفرة على سطح الأرض، وتُساهم في تعزيز العمليات البيئية والجيوكيميائية والتطورية على سطح الأرض. 

لكن، يبدو أنّ الفيروسات لا تكتفي بنقل الأمراض، بل أيضًا تساهم في تغير المناخ، لذلك اهتم الباحثون مؤخرًا بدراستها جيدًا وربطها بتغير المناخ؛ فقد اتضح أنّ لها دورًا في إطلاق غاز الميثان، وهو أحد الغازات الدفيئة ذات التأثير القوي، ووجدوا أنها فعلًا تعمل كمحركات لتغير المناخ، بحسب دراسة حديثة منشورة في دورية «نيتشر كوميونياكشنز» (Nature Communications) في 29 فبراير/شباط 2024. 

إطلاق الميثان

حلل الباحثون نحو 982 مجموعة من بيانات الحمض النووي المتاحة، ووجدوا أنّ هناك فيروسات تحمل جينات وراثية، يمكنها التحكم في عمليات إطلاق الميثان، تُسمى بـ«الجينات الأيضية المساعدة» (AMGs). كانت أعداد تلك الجينات المعروفة هي 3، ومن خلال التحليل، وجد الباحثون 24 من الجينات الأيضية المساعدة، وتقوم الفيروسات بتشفير معظمها داخل الميكروبات المضيفة؛ فهناك فيروسات تُصيب الميكروبات، وفي هذه الحالة، تعمل الميكروبات كمُضيف للفيروسات. 

واكتشف العلماء أيضًا أنّ 13 نوعًا من الجينات الأيضية المساعدة، يمكنها أن تساهم في تنظيم استقلاب الميثان دى المضيف الميكروبي، وخلال تلك العملية، يتم إنتاج الميثان، الذي ينطلق للغلاف الجوي.

علاقة معقدة 

من المعروف أنّ الماشية، خاصة الأبقار تساهم بنسبة 14.5% من الانبعاثات الدفيئة سنويًا، على رأسها الميثان، وكشفت الدراسة عن أنّ الجينات المرتبطة باستقلاب الميثان، يتم العثور عليها في المضيف الموجود داخل معدة البقر على الرغم من أنّ تلك الجينات الموجودة بأعداد أقل في الموائل البيئية مثل رواسب البحيرات. هذا يُشير إلى العلاقة المعقدة بين الفيروسات والكائنات الحية والبيئة بصورة أكبر مما كان يعتقده العلماء في السابق. 

قوة خفية 

يسلط هذا العمل الضوء على القوة الخفية للفيروسات التي لا تُرى بالعين المجردة، وكيفية تأثيرها على دورة الميثان، وبالتالي نظام المناخ العالمي، ما يفتح آفاقًا جديدة للبحث في كافة أشكال الحياة المختلفة على المناخ. 

ويُشير الباحثون إلى ضرورة تكثيف البحث حول العلاقة بين الفيروسات والتغيرات المناخية، ويؤكدون على أننا لدينا الكثير لنتعمله؛ لفهم تأثيرات المناخ على التغيرات المناخية.