قصص

نشر في : 29-05-2024

حدثت في : 2024-06-02 12:49:40

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

تتعرض العوالق النباتية بصورة خاصة لتأثيرات التغيرات المناخية؛ فما القصة؟

يُعد القطب الشمالي من بين المناطق الأكثر تأثرًا بالاحترار العالمي، ويتجلي ذلك في ذوبان الجليد السريع، لكن، تتأثر أيضًا الكائنات الحية التي تعيش هناك، ما يُهدد التنوع البيولوجي؛ خاصة عندما يتعلق الأمر بالعوالق النباتية، والتي تُعد من المصادر الرئيسية لغذاء أعداد هائلة من الأنواع الحيوانية عند القطب الشمالي؛ فهي أساس الشبكة الغذائية البحرية، وقد يؤدي أي تغير سلبي فيها إلى إحداث تأثيرات ضخمة تشمل المستويات الأعلى من السلسلة الغذائية. 

ونتيجة للاحترار العالمي، كشفت دراسة حديثة عن استجابة العوالق النباتية لموجات الحرارة والتي وُجد أنها تختلف في تأثيراتها عن الارتفاع في درجات الحرارة الطبيعي. ونشر الباحثون ما توّصلوا إليه في دورية «ساينس أدفانسز» (Science Advances) في 17 مايو/أيار 2024.

تأثيرات مختلفة 

موجات الحرارة تعني ارتفاع درجة الحرارة الصغرى والكبرى في منطقة ما عن المعدل الطبيعي، وتستمر لعدة أيام متتالية، وتحدث عندما يُصبح الهواء أكثر دفئًا. وفي أثناء تلك الظروف، ترتفع درجات حرارة المحيط أعلى من المتوسط لمدة 5 أيام متتالية على الأقل. ولفهم تأثيرات تلك الموجات على الكائنات القطبية، أجرى الباحثون تجربة على العوالق النباتية تحديدًا لأنها هي أساس الشبكة الغذائية البحرية، وبالتالي أي تغيير فيها قد يُحدث تغيرات واسعة في النظام البيئي البحري. 

تجربة

سمح الباحثون لمجموعة معينة من العوالق النباتية بالنمو لمدة 20 يومًا في ظروف مختلفة من الحرارة، واختاروا درجات حرارة معينة، وهي (2، 6، 9) درجة مئوية. وهذه التجربة تمثل زيادة درجات الحرارة. ولمقارنة وضع العوالق النباتية في موجات الحر، عرّضوها لموجات حر متكررة ومتباينة في الشدة، عند درجات حرارة (6، 9) درجات مئوية. استمرت كل منها لمدة 5 أيام، مع موجات تبريد مدتها 3 أيام عند متوسط درجة الحرارة الموسمية عند 2 درجة مئوية. وكان الباحثون يجمعون عينات على مدار فترات زمنية محددة، لمراقبة التطورات الحاصلة في الاستجابات الفسيولوجية وأي تحولات أخرى محتملة في الأنواع. 

ماذا وجدوا؟ 

وجدوا أنّ في ظل درجات الحرارة المستقرة أو الزيادة الشديدة فوق 7 درجات مئوية، تزداد سرعة نمو العوالق النباتية، وكذلك معدل الإنتاجية، وتحدث تغييرات صغيرة في تكوين الأنواع على مدى أسابيع. أما في حالة موجات الحر، كان الأمر أكثر تعقيدًا؛ فقد كانت هناك بعض موجات الحر التي تُقلل الإنتاجية، بينما هناك موجات حر أخرى يمكنها أن تُزيدها.

يرى مؤلفو الدراسة أنّ هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات واضحة بعد، خاصة فيما يتعلق بالعوالق النباتية؛ لأنّ غيابها قد يؤثر على مستويات السلسلة الغذائية الأعلى وصولًا إلى مصايد الأسماك التي يتغذى عليها الإنسان والكائنات الحية الأخرى، وما يتبع ذلك من إحداث خلل واسع النطاق في النظام البيئي.